شهد حفل تسليم جائزة العلامة عبد الله كنون، المنظم يوم 11 شتنبر، بقاعة احمد باحنيني بالرباط لحظة وفاء واعتراف بعطاء أحد كبار رموز الفكر والأدب المغربي، حيث ألقى أحمد الفقيه التطواني، شقيق رئيس مؤسسة الفقيه التطواني كلمة مؤثرة استعرض فيها غنى التجربة الفكرية والعلمية للمحتفى بذكراه.
أكد الفقيه التطواني أن « خير ما يُستدل به على قيمة المرء هو أثره »، مشيرًا إلى أن العلامة عبد الله كنون خلّف ثروة فكرية ومعرفية غزيرة، شكّلت قيمة مضافة للمشهد الثقافي المغربي. ومن أبرز مؤلفاته: النبوغ المغربي في الأدب العربي، ذكريات مشاهير المغرب، أمراؤنا الشعراء، أحاديث عن الأدب المغربي الحديث، إضافة إلى تحقيقاته لنصوص من ديوان ابن يوسف الثالث الغرناطي.
واستعرض المتحدث المناصب والمسؤوليات التي تولاها عبد الله كنون، مبرزًا أنه كان مديرًا لعدد من المعاهد الإسلامية، ووزيرًا للعدل في الحكومة الخليفية، وعضوًا بالمجمع العلمي العربي في دمشق، كما شغل منصب عامل على مدينة طنجة ورئيس رابطة علماء المغرب، وهو ما يعكس مسارًا حافلًا بالمهام الوطنية والعلمية.
وأضاف الفقيه التطواني أن « شخصية عبد الله كنون تمثل مدرسة جامعة لفنون الثقافة والعلم والسياسة، وهو من أطيب وأجل من أنجبت الأسرة الكنونية، وفخر للمغرب والمغاربة كافة ». كما توقف عند مؤلفه الأبرز النبوغ المغربي في الأدب العربي، واعتبره من أهم المصادر الأدبية والتاريخية التي أرّخت للحياة الفكرية بالمغرب، وكشفت في الآن ذاته عن أبعاد سياسية تمازجت مع الانفتاح الأدبي والفكري خلال القرنين الثامن والتاسع عشر.
وختم كلمته بالقول إن قلم العلامة كنون لم يهدأ منذ شبابه، فقد كان عالمًا مشاركًا وأديبًا لامعًا، شاعرًا متفننًا، فقيهًا أصوليًا، وداعية إسلاميًا، إلى جانب كونه مناضلًا وطنيًا بارزًا، ما جعله نموذجًا فريدًا يجمع بين الفكر والأدب والنضال.