« نحن في حركة Z نؤكد أن الضغط الكبير الذي نعيشه اليوم لن يثنينا عن هدفنا الأساسي في الدفاع عن مطالبنا المشروعة وحقوقنا تحت راية واحدة وهي الراية المغربية، وتحت سقف واحد هو الوطن المشترك..هدفنا واضح وبسيط.. توحيد صوت الشباب المغربي والتعبير عن الهموم اليومية والاجتماعية والاقتصادية، وجعل كرامة المواطن المغربي في صلب النقاش العمومي.
« نحن لسنا ضد أحد، بل مع مصلحة الشعب المغربي أولاً وأخيراً، ونؤمن أن قوتنا في وحدتنا، تحت راية وطننا العزيز ».
أهداف ومطالب وحديث بنفحة سياسية يختزل هوية وسقف احتجاجات جيل شباب Z.. صوت الشباب المغربي..كما ينعت نفسه..جيل ينتمي إلى سنوات التسعينات وبداية الألفية، قرر أن يصدح بمطالبه الاجتماعية لكن هذه المرة ليس تحت جبة السياسة والأحزاب..لأنها حركة شبابية باختصار شديد ترفض ركوب الأمواج! أو من يركب موجات احتجاجها.!
أغلب شباب جيل z وُلدوا في الفترة ما بين أواخر التسعينيات وأوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، تقريبًا بين 1997 و 2012. يتميزون بكونهم أول جيل نشأ في عالم رقمي بالكامل، حيث أصبحت الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية منذ الصغر..هكذا تعرفهم موسوعة « ويبيكديا ».
وفقا للموسوعة ذاتها، فإن أبرز ما يميز هذا الجيل هو استخدامه الواسع للإنترنت في سن مبكرة.. بالنسبة لهم « التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي يشكل جزء كبير من حياتهم الاجتماعية.
يرى نشطاء مبادرة جيل genz212، غير المعروفين أو البارزين إلى حدود كتابة هذه السطور في ساحات الاحتجاج، بأن الحركة لا تعتمد قيادة ولا ناطقا رسميا، اللهم التأكيد عبر منصاتها الرقمية أنها حركة احتجاجية برزت للتعبير عن المطالب الشعبية المرتبطة بالصحة، التعليم، والعدالة الاجتماعية، والهدف الأساسي من وراء وقفاتهم وشعاراتهم هو إيصال صوت الشباب والمواطنين بشكل حضاري وقانوني.
وفقا لما أعلنت عنه حركة جيلZ على صفحاتها الرقمية، فإن وقفاتها الممتدة ليست سوى البداية لمسار نضالي سلمي متواصل، يؤكد إصرارها على تحقيق المطالب المشروعة وعدم التراجع عنها.
أهداف قد توضح جانبا مهما من هوية شباب جيل Z، لكن لاتقدم صورة كاملة، لأن الأهم من ذلك معرفة بواعث هذا الربيع الشبابي الجديد، و هل الحركة قائمة الذات تصورا وفكرا وممارسة، وإن ضمت في صفوفها شبابا مثقفا ومتعلمه.. أم لا تعدو أن تكون تجمعا رقميا لمجموعة من الشباب المتحمس، لتكون بذلك نتاجا طبيعيا وردة فعل واقعية على تردي مجموعة من الخدمات الاجتماعية نتيجة ضعف الأداء الحكومي والتي كان من أبرز تجلياته تردي خدمات الصحة والتعليم بالدرجة الأولى؟.
أسئلة حملها موقع « اليوم 24″، إلى خبراء ومحلليين وأكاديميين، لسبر أغوار هوية الحركة الشبابية الجديدة.
بالنسبة للباحث والمحلل السياسي محمد شقير، من الصعب جدا الإحاطة التحليلية بهذه الحركة التي ما زالت في المهد، غير أنه لا يمكن أن نفصلها عن الحركية الاحتجاجية التي عرفتها وتعرفها عدة دول في العالم سواء بأمريكا أو أوربا بسبب تداعيات حرب غزة وما صاحبها من إبادة جماعية وتقتيل بقطاع غزة، حيث تزعم شباب وطلاب جامعات أمريكية وأوربية احتجاجات تندد بالقصف الإسرائيلي للأطفال والنساء في غزة، حيث نجد أن المدن المغربية بدورها قد عرفت نفس الاحتجاجات ليلية سواء بطنجة أو بالدارالبيضاء، أو غيرها مما يعتبر قاسما مشتركا.
وفقا لتحليل شقير، فإن تبني هذه الحركة لرمز z يعكس التأكيد على الانتماء إلى جيل منتصف التسعينات وبداية الألفية الشيء الذي تشترك فيه مع حركات شملت عدة دول أفريقية ككينيا أو آسيوية كبنغلاديش، غير أنه خلاف هاتين الحركتين اللتان اتخذت طابعا سياسيا فحركة زيد بالمغرب تؤكد على سلميتها و تشبهها بالثوابث بدليل رفعها للعلم المغربي كشعار لها دليلا على تشبثها بالوطنية في الوقت التي تؤكد فيه على ضرورة إصلاح الخدمات الصحية والتعليمية بالإضافة إلى محاربة الفساد.
ويرى شقير أن إعلان الحركة عن تنظيم حركات احتجاجية يومي 27و28 شتنبر في عدة مدن مغربية للمطالبة بإصلاح الخدمات التعليمية وبالأخص الأوضاع الكارثية للمستشفيات العمومية قد جعل السلطات تعمد إلى اعتقال بعض نشطاءها بحجة عدم الحصول على ترخيص قانوني بل قامت السلطات بمنعها في مدن أخرى كورزازات وأزيلال وغيرها.
لكن وفقا لتحليل الباحث شقير، يظهر أن السلطات تتخوف على ما يبدو من أن تكون هذه الاحتجاجات مسيسة خاصة في سنة انتخابية بامتياز أو أن تكون موظفة من طرف قوى معادية في ظرفية يعرف فيها ملف الصحراء منعطفا حاسما وتتهيأ فيها المملكة لاحتضان كأس إفريقيا والاستعداد لتنظيم كأس العالم لسنة2030.
وفي انتظار أن يتم تحديد بروفيلات نشطاء هذه الحركة ومدى قوة استمراريتها ووضوح رؤيتها وإمكانية هيكلتها حتى لا يكون مصيرها كمصير حركة20 فبراير فيمكن القول وفقا للباحث شقير، أن هذه الحركة هي انعكاس لضعف تأطير التنظيمات الحزبية والنقابية للمطالب الشعبية، والفراغ الذي تركته في هذا المجال. كما تعكس الحركة فقدان أجيال الشباب خاصة أجيال منتصف التسعينات وبداية الألفية ثقتها في هذه الأحزاب والبحث عن رفع مطالبها في إطار حركات مستقلة عنها.
في رأي أكاديمي آخر، يعتقد عبد الحفيظ اليونسي، أستاذ القانون الدستوري، بكلية الحقوق جامعة الحسن الأول سطات، أن شباب Z جيل جديد يحسن استعمال التكنولوجيا الحديثة.. منفتح على العالم، لا يمكن شراء صمته بخمسمائة درهم التي تبقى أو تزول بصعود أو هبوط المؤشر أو من خلال شبكة علاقات زبونية يديرها رجال السلطة أو الأعيان أو نخب صناعية وتجارية ريعية.
هذا جيل يضيف اليونسي، بحاجيات جديدة و بتطلعات معقدة ومركبة، فالعرض السياسي والتنموي الموجود بالبلاد لا يقنعه ولا يثق بالنخب المدبرة للشأن العام أو المنتجة للخطاب السياسي والثقافي والإعلامي، فهو جيل يقيم تقابلات حادة بين حاجياته الأساسية واختيارات الدولة التي لا تجيب على هذه الحاجيات.
باختصار يؤكد أستاذ القانون الدستوري بسطات، هو جيل بدون عمل كما أشار إلى ذلك تقرير بنك المغرب وبلا أمل كما تشير إلى ذلك دراسات اجتماعية رصينة.
وفقا لما ذهب إليه اليونسي من تحليل، قد تكون هذه الاحتجاجات محدودة من حيث العدد وربما قد تنتهي هنا والآن. ولكن لننتبه أن المدن والحواضر المركزية التحقت احتجاجاً بمدن الهامش والبادية والقرية.
لكن المحرك واحد هو عجز القدرة التوزيعية للدولة وعدم كفاءة ولا وطنية بعض نخبها المدبرة في مختلف مستويات اتخاذ القرار في التفاعل الجدي مع مطالب فئات عريضة من الشعب.
يختصر اليونسي هوية شباب جيل Z بكونه يختزل باحتجاجه ذلك الإنسان الدائم البحث عن الحرية والكرامة والعدالة بكل أنواعها.