من المرتقب أن يحل السفير الأمريكي الجديد، ريتشارد ديوك بوكان الثالث، قريبا بالرباط، مباشرة عقب تأديته اليمين الدستورية سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة المغربية.
وأعلنت السفارة الأمريكية في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، « يسرنا أن نعلن أن السفير ديوك بوكان أدى اليمين رسميا أمس بصفته سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة المغربية ».
وكشفت السفارة أن السفير الأمريكي الجديد ذا الخلفية الاقتصادية، والذي شغل منصب سفير سابق في الجارة إسبانيا، « يتطلع إلى الوصول قريبا إلى الرباط من أجل تعزيز وتوطيد الشراكة العريقة بين الولايات المتحدة والمغرب ».
وفق متتبعين، السفير الأمريكي الجديد « مقرب للغاية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو مهتم بالشؤون المغربية ومنطقة أفريقيا، لديه رؤية مستقبلية حيال هذه العلاقات بحكم اشتغاله في مجال المال والأعمال، واختياره جاء نظرا لخلفيته الاقتصادية، إضافة إلى ما راكمه من خبرة دبلوماسية ».
« يسرني أن أعلن أن الدوق بوكان الثالث سيشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى المملكة المغربية. سيلعب الدوق دورًا محوريًا في تعزيز السلام والحرية والازدهار لبلدينا. تهانينا للدوق وعائلته الرائعة! » هكذا أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خبر تعيين بوكان سفيرا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب.
تم الإعلان عن ترشيح بوكان الثالث في مارس الماضي من قبل الرئيس دونالد ترامب، الذي أكد أن السفير الجديد للولايات المتحدة في المغرب « سيؤدي دورًا رئيسيًا بينما نعزز السلام والحرية والازدهار لكلا البلدين ».
خلال جلسة الاستماع لتأكيده أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ في 29 يوليوز الماضي، شدد السفير الأمريكي الجديد على أن المملكة المغربية تشكل « ركيزة استقرار » بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يجعلها « أساسية » للأمن القومي للولايات المتحدة.
وأعرب عن التزامه بتعزيز « العلاقة طويلة الأمد » التي تربط واشنطن والرباط في مجال الأمن في مواجهة « التحديات المشتركة »، مشيرًا إلى أن المملكة واحدة من أقدم شركاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال « معاهدة السلام والصداقة بيننا تعود إلى عام 1786. منذ ما يقرب من 240 عامًا، جعلتنا علاقاتنا الثنائية أكثر أمانًا وأقوى وأكثر ازدهارًا كأمريكيين ومغاربة ».
وأشار السفير الجديد إلى أن المغرب يمثل أيضًا « شريكًا اقتصاديًا نموذجيًا »، مؤكدًا أن الولايات المتحدة والمملكة تربطهما علاقات تجارية قوية.
وفي هذا الصدد، دعا إلى تعزيز فرص الاستثمار الأمريكي « في جميع أنحاء المملكة، حيث يمكن لأمريكا تقديم تكنولوجيا متقدمة لدعم طموحات المغرب في تنمية قطاعات التكنولوجيا والنقل والزراعة والطاقة ».
كما حرص السفير الجديد على التذكير بموقف الولايات المتحدة، الذي أعاد تأكيده وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 8 أبريل الماضي، معترفًا بسيادة المغرب على صحرائه وداعمًا « لمقترح الحكم الذاتي الجاد والموثوق والواقعي للمغرب كأساس وحيد لحل عادل ودائم للنزاع » بشأن الصحراء المغربية.
وأضاف أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية أعاد أيضًا تأكيد دعوة الرئيس دونالد ترامب للأطراف للانخراط « دون تأخير في محادثات، مع مقترح الحكم الذاتي للمغرب كإطار وحيد، من أجل التفاوض على حل مقبول للطرفين ». وفي هذا الصدد، أعلن السفير الأمريكي الجديد التزامه بـ « تسهيل التقدم نحو هذا الهدف ».
وصف ريتشارد دوك بوكان الثالث المغرب بـ « الشريك الاقتصادي النموذجي »، مشيرًا إلى أنه سيستفيد من خبرته في الأعمال التجارية والمالية الدولية لتوسيع الفرص أمام الشركات الأمريكية في جميع أنحاء المغرب، حيث يمكن لأمريكا تقديم تقنيات متطورة لدعم طموحات المغرب في مجالات التكنولوجيا والنقل والزراعة والطاقة.
ريتشارد دوك بوكان الثالث شغل مؤخرًا منصب الرئيس الوطني للجنة المالية باللجنة الوطنية الجمهورية. بين 2017 و2021، كان سفير الولايات المتحدة لدى مملكة إسبانيا وإمارة أندورا. بوكان هو أيضًا الرئيس التنفيذي لشركة Hunter Global Investors L.P.، التي أسسها في عام 2001 في نيويورك، ومقرها الآن في بالم بيتش، فلوريدا. سافر وعاش ومارس الأعمال في أكثر من 50 دولة، بما في ذلك المغرب، لأكثر من أربعين عامًا. كما أنه يشارك بنشاط في القضايا التعليمية والخيرية.
قبل تأسيس Hunter، كان بوكان مديرًا إداريًا في Maverick Capital, Ltd. في دالاس (تكساس) ونيويورك، وكذلك نائب رئيس في مجموعة المؤسسات المالية العالمية في مصرف Merrill Lynch & Co. في نيويورك.
ولد في ولاية كارولينا الشمالية عام 1963، وله مسيرة مهنية طويلة في عالم الاستثمار والمالية.
نشأ بوكان في مزارع عائلته التي يواصل إدارتها في تلك الولاية وفي نيويورك. حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والإسبانية من جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل في عام 1985، تلاها ماجستير إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال في عام 1991.
كما درس في جامعة فالنسيا (إسبانيا)، وجامعة إشبيلية (إسبانيا)، ومدرسة CERAN للغة في سبا (بلجيكا). يجيد الإسبانية، ويتحدث الفرنسية بطلاقة، ولديه معرفة عملية بالكاتالونية والإيطالية والألمانية.