الركراكي في تحدٍ دفاعي قبل "الكان"..غيابات مؤثرة وحلول جديدة (تحليل)

02 نوفمبر 2025 - 21:00

يستعد المنتخب الوطني المغربي لخوض مباراتين وديتين مهمتين أمام موزمبيق وأوغندا، في إطار التحضير لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، التي ستحتضنها المملكة المغربية في 21 من الشهر المقبل، ورغم الطابع الودي للمباراتين، يجد وليد الركراكي، نفسه أمام تحدٍ كبير في خط الدفاع بسبب الإصابات والغيابات المؤثرة التي تهدد استقرار الخط الخلفي.

ويمثل العمق الدفاعي مبعث خوف لدى وليد الركراكي، في ظل كثرة التغييرات التي يقوم بها من لائحة إلى أخرى، وعدم استقراره على أسماء اللاعبين الذين يشغلون هذا المركز، حيث تم تجريب العديد من اللاعبين خلال الآونة الأخيرة، ما يفسر عدم اقتناع الناخب الوطني بمؤهلات من ينادي عليهم.

وأصبح المدرب الركراكي ملزما على إيجاد حل لهذه المعضلة، قبل موعد نهائيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025، تجنبا لأية مفاجآت بإمكانها العصف بالذهاب بعيدا في نهائيات العرس الإفريقي، وكذا لتجنب ما وقع نهائيات كأس العالم قطر 2022، عندما أصيب الخط الدفاعي بالكامل قبل مباراة فرنسا في نصف النهائي، دون نسيان نهائيات « الكان » الأخيرة في كوت ديفوار التي شهدت العديد من الأخطاء الدفاعية.

غيابات مؤثرة تعقد حسابات الركراكي

يعاني المنتخب المغربي من غياب عدد من ركائز الدفاع الأساسيين، أبرزهم جواد الياميق وأشرف داري بسبب الإصابات التي حالت دون مشاركتهما مع أنديتهم في الفترة الأخيرة، كما تحوم الشكوك حول نايف أكرد، الذي قد يغيب عن المباراتين الوديتين احترازياً لتفادي أي تفاقم في إصابته.

تلك الغيابات تمثل صداعاً حقيقياً للركراكي، الذي يعتمد في منظومته على انسجام هذه العناصر الثلاثة لتوفير التوازن بين الصلابة الدفاعية وسرعة الانتقال للهجوم، ناهيك عن أن عدم رسمية آدم ماسينا مع ناديه بمثل عائقا آخر لوليد، حيث يعد الاستقرار الدفاعي من الأولويات، حتى في المباراتين الوديتين، إذ تمنح هذه التجارب الفرصة لاختبار خيارات جديدة قبل البطولة القارية.

خيارات بديلة وتجارب جديدة

في مواجهة هذه الأزمة، بدأ الركراكي وطاقمه التفكير في خيارات جديدة لتعويض النقص الدفاعي، مع منح بعض الوجوه الشابة فرصة الظهور، ويتعلق الأمر بكل من اسماعيل باعوف، مدافع منتخب الشباب الذي تألق في مونديال الشيلي لأقل من 20 سنة، بعدما برز بقوة خلال البطولة، وأظهر قدرة على التمركز والتدخل الذكي، ما قد يجعله إضافة نوعية للخط الخلفي.

غانم سايس، القائد السابق للمنتخب، هو الآخر دخل في مفكرة الركراكي بعدما استعاد لياقته البدنية مع ناديه في قطر، إذ يعتبر خياراً مهماً للعودة إلى المجموعة، حيث يمكنه توجيه اللاعبين الشباب وتقديم الخبرة المطلوبة في المواجهات الصعبة.

أنس صلاح الدين، لاعب آيندهوفن الهولندي، الذي أكمل إجراءات تغيير جواز سفره للانضمام رسمياً للمنتخب، قد يتم استدعاؤه لملء أحد المراكز الدفاعية أو حتى الظهير الأيمن، ما يمنح الركراكي مرونة تكتيكية إضافية، إلى جانب عمر الهلالي، الذي لم يخض دقائق كثيرة مع الأسود، بالرغم من المناداة عليه بشكل متتالي خلال المعسكرات الأخيرة.

الاستعداد لكأس إفريقيا 2025

رغم الطابع الودي، تعتبر المباراتان اختباراً حقيقياً لقدرة الركراكي على إدارة الأزمات الدفاعية وإيجاد حلول مبتكرة، كما تمثل فرصة لتجربة الدماء الجديدة ودمج العناصر الشابة مع المخضرمين، تحضيراً للبطولة القارية الكبرى.

الأزمة الدفاعية الحالية تمثل تحدياً للركراكي، لكنها تتيح أيضاً إمكانية استكشاف خيارات جديدة وبناء خط دفاعي متوازن بين الخبرة والحيوية. بين الغيابات والإصابات، يسعى الناخب الوطني إلى إعادة الانسجام والثقة للخط الخلفي، لضمان جاهزية « أسود الأطلس » قبل انطلاق كأس إفريقيا للأمم 2025 على أرض المملكة المغربية.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *