مهرجان مراكش: القليل من السينما…الكثير من البهرجة

14 ديسمبر 2014 - 20:29

اختتمت ليلة أمس السبت الدورة 14 من مهرجان مراكش السينمائي،  بإعلان لائحة المتوجين، ليسدل بذلك الستار على دورة  أجمع أغلب المتتبعين لها على أن أهم خلاصاتها تتمثل في ضرورة البحث عن صيغة جديدة لإنقاذ مهرجان بدأ يدخل دائرة الأفول.

لقد أصبح مهرجان مراكش السينمائي الدولي يعاني حالة انفصام حقيقية، فالتظاهرة  اختارت كخط لها تشجيع سينما المؤلف، وذلك من خلال  تخصيص المسابقة الرسمية  للأفلام الأولى للمخرجين الشباب، لكن هذا الاختيار يناقض الطابع العام للمهرجان، والذي يركز على  جلب النجوم وإيلاء أهمية كبيرة للبساط الأحمر، وظهرت نتيجة هذا التناقض في الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية للدورة المنتهية، حيث قل الحديث عن الأفلام  المعروضة، وتم التركيز فقط على الحديث عن أزياء وملابس الفنانين الفرنسيين. ومن  الأسئلة العديدة التي طرحها متابعو المهرجان غياب الندوات، التي من الضروري أن ترافق مهرجانا يشجع سينما المؤلف،  وهو الأمر الذي كان معمولا به في الدورات الأولى.

غياب تغطية المهرجان في وسائل الإعلام الكبرى والمتخصصة يعود من جهة إلى اعتماد مسابقة  المهرجان على الأسماء الصاعدة، وفي نفس الوقت غياب أسماء فنية بارزة، حيث طرح غياب سكورسيزي،  والذي كان يحضر دائما ولو بالرسائل التي يبعثها للمهرجان العديد من التساؤلات،  خصوصا أن حضوره كان يساهم في جلب العديد من نجوم الصف الأول، في حين أثر غيابه سلبا على صورة التظاهرة.

تقلص إشعاع المهرجان كان ملحوظا بشكل كبير سواء في المناخ العام السائد في المدينة، أو عدد الأشخاص المتحلقين بالبساط الأحمر. كما أن عروض ساحة جامع الفنا لم تحظ بمتابعة كبيرة، باستثناء العرض الذي شهد حضور عادل إمام، وعند عرض الفلم الهندي « سنة سعيدة »، بالإضافة إلى أن تغييب مجموعة من الفنانين المغاربة زاد من قلة تجاوب الجمهور مع فعاليات المهرجان.

واذا كان المهرجان قد انطلق بمساندة فرنسية، فإن التوجه الفرنسي للمهرجان  أصبح محل انتقادات شديدة، خصوصا بسبب إصرار المنظمين  على تجاهل اللغة العربية، والتعامل باستهزاء مع الصحافة المغربية، والتي يتم تغييبها في معظم الأنشطة والندوات الموازية، بالإضافة إلى الصعوبات التي واجهها المصورون المغاربة في إنجاز مهامهم.

مهرجان مراكش الذي أصبح إشعاعه مرتبط بالمدينة التي تحتضنه أكثر من الأفلام المعروضة، مدعو في دورته القادمة لإيجاد توليفة مناسبة تعيد له بريقه الأول، خاصة بعد تعدد المهرجانات السينمائية في المنطقة والتي تستفيد من إمكانيات مالية ضخمة تساعدها على جلب الأفلام والنجوم.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي