{ اعتدت تنشيط الدورات السابقة من مهرجان «عيساوة»، وهذه السنة اكتفيت بتنشيط حفل الاختتام فقط، ما السبب في ذلك؟
< لقد اشتغلنا على فكرة هذا المهرجان لمدة ثلاث سنوات تقريبا، وكنت دائما أقدم هذه التظاهرة على أنها حلم، وتحقق بالنسبة لنا كممارسين في هذا المجال، لأننا كفنانين سواء في «الملحون» أو «عيساوة» أو «كناوة» أو «طرب الآلة»، جميعنا استبشرنا خيرا بقدوم هذا المهرجان. وأنا كنت سعيدة بتكليفي بالسهر على إعداد برنامج التظاهرة طيلة ثلاث سنوات. بالعودة إلى السؤال، فكل المهرجانات خاصة في بدايتها تعرف أزمات، لأن كل شخص يرى في نفسه أنه قادر على تقديم الأحسن. وأنا كنت أفضل أن نشتغل جميعا كيد واحدة، لأنني أؤمن بالعمل الجماعي، وأؤمن بأن نتيجة عمل الجماعة أفضل من نتيجة عمل الفرد؛ ربما لأن المهرجان ما يزال في بدايته. لم نفهم بعضنا البعض لأننا لا نتواصل، لذلك يجب أن نجلس معا ونتواصل. شخصيا، اشتغلت على التظاهرة على مدى ثلاث سنوات، والنتائج كانت طيبة و»ما فيها باس» مشاركة أناس جدد في التظاهرة خلال هذه السنة. ولكن ما أتمناه ألا تكون هناك صراعات على حساب هذه التظاهرة أو أن تؤدي لضياعها! لأن من سيخسر في هذه الحالة هي المدينة وجمهور هذا الفن المتعطش لتظاهرات مماثلة.
{ ألم تفكري في عصرنة فن «الملحون» أو تقديم ألوان أخرى غير الملحون؟
< فن «الملحون» ارتويت منه، وبعدها انتقلت إلى فن «عيساوة»، ثم اشتغلت على الفن «الكناوي»، لأن الأصوات النسوية قليلة في هذا الفن. صحيح فكرت في عصرنة هذه الفنون، ولدي الكثير من الأفكار بهذا الخصوص. ولكنني للأسف لم أنفذها بعد، بحكم أني أم ولدي مسؤوليات، ومن الصعب في هذه الفترة دخولي غمار تلك التجربة، ولكن بمجرد ما سأشعر بأن أسرتي وقفت على رجليها سأعمل على عدد من المشاريع. فأنا مع التجديد، وهناك الكثير من الشباب الذين يتوفرون على أفكار جيدة في هذا الميدان. وأظن أن أي فنان يفكر في التجديد حتى لا يسقط في النمطية، لكن –طبعا- دون أن يفرط في الأصول.
{ هل ترين، اليوم، أن هناك جيلا جديدا قادر على حمل مشعل فن الملحون، ويمكنك القول إن مستقبل هذا الفن سيكون بأيدهم، كما قال عنك الراحل التولالي حين ظهرت، إن «مستقبل فن الملحون سيكون بيد شابة عروبية»؟
< «قالها وتقلقو عليه العروبيين» (تبتسم). المشكل، اليوم، ليس في توفر الأصوات القادرة على حمل مشعل فن الملحون، ولكن في المناسبات التي تظهر فيها تلك الأصوات. للأسف! لا توجد صناعة فنانين في هذا المجال، والكثير من الشباب صاروا يتخوفون من دخول هذا المجال لعدم توفر تظاهرات تسمح لهم بالظهور وتعرف الناس عليهم، لذلك نتمنى تنظيم مهرجانات تتيح لهؤلاء الشباب الكشف عن أنفسهم. فالجمهور متعطش لهذا الفن، وما نحتاجه هو اهتمام أكبر من طرف المسؤولين بالتظاهرات الثقافية والفنية التي تحفظ وتضمن الاستمرارية للتراث المغربي.