هل أخلف المسلمون الموعد مع الأنوار؟

17 يناير 2015 - 21:16

خلص محمد الصغير جنجار، أستاذ علم الاجتماع، خلال محاضرة ألقاها اليوم (السبت)، إلى أن « المسلمين أخلفوا الموعد مع الأنوار إلى حد كبير ».

جنجار، وخلال ندوة نظمتها مؤسسة « مؤمنون بلا حدود » تحت عنوان « هل أخلف المسلمون الموعد مع الأنوار؟ » تحدث عن الأصول المؤسسة لتيار الأنوار قائلا إنها ترتكز على تحولات أولها تلك التي همت الوعي الأوروبي تجاه الدين، التراكم المعرفي والعلمي منذ اكتشاف الطباعة، وأيضا ميلاد الدولة الحديثة.

جنجار أوضح أن « تيار الأنوار » ساهمت فيه كل المجتمعات الأوروبية كما يعبر عن تجارب فكرية وسياسية متعددة، إلا أن ما يجعله موحدا هو التحولات الكبرى التي أدت إلى حدوثه، مشيرا إلى أنها « غابت عن شيوخ الأزهر والنخبة المسلمة »، حسب تعبيره.

أولى التحولات التي تحدث عنها جنجار هي التغيير العميق في الوعي الأوروبي تجاه الدين والظواهر الدينية بصفة عامة، قائلا « لقد حلت الثقة في العلم وإنجازاته محل الإيمان كما برز الشك كسمة إيجابية لا تضعف النفس، بل أصبحت فضيلة وقيمة منهجية »، موضحا أن هذا التحول كان كرد فعل عن الحروب الدينية التي امتدت لسنين طويلة وأدت إلى تمزيق أوروبا ولم تتوقف إلا في بداية القرن الثامن عشر.

جنجار أوضح أن هذا التحول نشأ عنه « ذوق جديد، فبينما كان الناس يقرؤون النص الديني صاروا يقرؤون الروايات والقصص وهو ما أدى إلى نجاح نص ليلة وليلة بعدما تمت ترجمته آنذاك ».

أما عن التحول الثاني والذي أسماه المتحدث بـ « التراكم المعرفي والعلمي منذ اكتشاف الطباعة »، فقد أوضح جنجار أن اكتشاف الطباعة أدى إلى توفير مؤلفات في جميع المجالات وبالتالي أدى إلى انتشار المعرفة، مردفا « الطباعة غيرت الفكر الأوربي بصفة عامة وأتت بكتابات من مختلف الجهات بما فيها القران »، مشيرا إلى أن ترجمة القران الكريم نشرت في سويسرا عام 1542 وبالضبط في ولاية « بال »، حيث طبع القران خمس مرات في ظرف ثلاثة سنوات، مشيرا إلى أنه في أوروبا وبعد القرن الثامن عشر ستتشكل منظومة فكرية جديدة.

التحول الثالث الذي تحدث عنه جنجار كان هو ما أسماه « ميلاد الدولة الحديثة »، قائلا إن حروب لويس 14 ستؤدي إلى ظهور « فرنسا جديدة » إذ سيتم توحيد تراب البلاد كما ستفرض سياسة ضريبية بشكل حديث قضى على امتيازات الأرستقراطية، كما سيتم بناء الإدارة وأساس ستتم « عقلنة الآلة العسكرية ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي