منى زكي: اللهجة المغربية ليست عائقا أمام مشاركتي في فيلم مغربي

05 أبريل 2015 - 06:00

‭{‬ تَحلّين ضيفة على مهرجان تطوان السينمائي بصفتك بطلة أحد أفلامه، هل أنت بانتظار الجائزة؟

< حضوري مهرجان تطوان في هذه الدورة لا تعنيني فيه الجائزة، بقدر ما يعنيني المهرجان والمدينة. فقد سبق لزوجي أحمد حلمي أن كُرم فيه قبل سنتين، وعاد إلى مصر سعيدا بذلك وحدثني كثيرا عن المدينة ومدى إعجابه بها، رغم أنه لم يستمر بها سوى يوم واحد بسبب ارتباطات فنية. وسألته عن مهرجان تطوان إن كان يشبه مهرجان مراكش، فأخبرني أنه ليس بحجمه، ولكن مدينة تطوان التي تحتضنه «أحلى بكثير» وجميلة وجديرة بأن تُزار، وهو ما دفعني إلى ذلك حين وجهت إليّ الدعوة هذه السنة بصفتي بطلة فيلم يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.

‭{‬ تُدوِل على مواقع مصرية كثيرة خبر حضورك رفقة زوجك دورة مهرجان مراكش الدولي الأخيرة، لكنكما تغيبتما في النهاية. ما السبب في ذلك؟

< الحق أن ذلك لم يكن سوى إشاعات، لأني وزوجي لم نتلق أي دعوة من مهرجان مراكش السنة الماضية.

‭{‬ قلت في كلمتك يوم عرض فيلمك «أسوار القمر»: «تستحقون بلدا مثل بلدكم الذي يشبه «أوروبا»، ما وجه الشبه برأيك؟

< هذا صحيح لأن المغرب، يشبه إلى حد بعيد أوروبا في كثير من الأشياء، ومنها مثلا ما شاهدته في مدينة تطوان من معمار، وهو ما أذهلني. وقد قلت إن شعب المغرب يستحق هذا البلد تبعا لما لمسته في «ناسه قلب كبير وطيبة من خلال لقائي بهم».

‭{‬ بخصوص دورك المعقد في فيلم «أسوار القمر»، حدثينا عن كيف تقمصت شخصية «زينة»؟

< الفيلم ككل بدأناه منذ سبع سنوات، وقد استغرق التحضير سنتين، واشتغلت فيه بجد كبير على شخصية «زينة». واستمر التصوير خلاله لمدة 3 سنوات متقطعة وصعبة. صعوبة تصوير الفيلم كانت عاملًا رئيسا في تأخيره، وخاصة أن أغلب المشاهد تم تصويرها داخل المياه والبحر. وبعد الانتهاء منه وتبعا للكرافيك والمونطاج الخاص بالفيلم، فقد لزم الأمر سنتين إضافيتين. والحمد لله الأصداء طيبة.

‭{‬ هل كان سهلا الإمساك بالشخصية نفسها لمدة 3 سنوات؟

< بالعكس الأمر كان صعبا بالنسبة إلي، فالانخراط في حياة شخصية لمدة سنوات كان يتطلب مني التركيز والكثير من الجهد. لذلك لم أقبل أي عرض من عروض العمل التي اقترحت علي طيلة سنوات اشتغالي على الفيلم.

‭{‬ هل كان يستحق الدور منك كل ذلك الوقت، ورفض مجموعة أعمال عرضت عليك على مدى 7 سنوات؟

< طبعا يستحق. فقد أحببت جدا هذا الدور لأني وجدته مختلفا جدا عما سبق وقدمته، والقصة ككل أخذتني قوتها. وحتى أصدُقك القول فقد كنت خائفة جدا من أن تنفلت مني شخصية «زينة»، لذلك أمسكت بالدور وركزت فيه دون غيره ولم أقبل أن أشتغل في عمل آخر مثلما فعل كثير من زملائي الذين شاركوني العمل وبطولته أيضا.

‭{‬ أنت اليوم ممثلة مشهورة في الوطن العربي ما يجعلك حاملة للقب نجمة، ما تعني لك النجومية؟

< بالنسبة إلي لا أحب أبدا أن يطلق عليّ لقب نجمة. وما أحبه بصدق وأعتز به هو كلمة ولقب «فنان» و»فنانة»، لأنها هي الأبقى والأحلى والأصح والأجدر بالاحترام.

صحيح أنني محترفة في عملي، لكني أتعامل إلى حدود اليوم كهاوية، إذ أُقدم على كل عمل كهاوية وعاشقة لما أقدمه، وعند بداية أي تجربة جديدة أكون سعيدة بذلك لأني أقدم شيئا أحبه ويمنحني الرضا والسعادة وليس لأنه عمل يدخل في باب واجب الأداء.

‭{‬ بالقياس لما قلته هل يمكنك تقديم دور صغير وثانوي في عمل تجسد فيه زميلة لك دور البطولة؟

< طبعا سأفعل وأنا سعيدة بذلك، فبصمة الفنان هي الأبقى والأصح. لكن شرط أن أكون أحببت واقتنعت بالدور، ولا تهمني مساحته.

‭{‬ حتى وإن أعلن عن الفيلم دون ذكر اسمك وبدلك زميلة أخرى لك؟

< لا يهمني ذلك، ما يعنيني فعلا هو القيمة الفنية للدور الذي أقدمه وأن يكون حاملا لمعنى عميق، حتى وإن لم تتجاوز مساحته 3 ثلاث دقائق.

‭{‬ هل يوافقك زوجك أحمد حلمي هذه الرؤية؟

< لا يمكنني الإجابة بدلا عنه.

‭{‬ أقصد رأيه في هذه الاختيارات الفنية التي ذكرت؟

< هذه قناعاتي واختياراتي الفنية التي يحترمها أحمد حلمي الفنان والزوج أيضا، تقول ضاحكة.

‭{‬ وإن سألتك عن صعوبة حياتكما الخاصة بالنظر إلى الأضواء المسلطة عليكما بصفتكما ثنائي من مشاهير الفن العربي؟

< أن تسلط الأضواء على حياة الفنانين الخاصة هو أمر صعب جدا، لكني وأحمد لا نظهر إلى العلن إلا نادرا، فقط حين يتعلق الأمر بمناسبة فنية، كعمل أو مهرجان. ونعيش بعيدا عن ذلك حياتنا الخاصة بشكل طبيعي، دون تقصير في حق بعضنا البعض، ونحن نهتم بطفلينا.

‭{‬ علاقة بطفلَيْك، ما مدى ارتباط طفلتك الكبرى بالسينما وبأعمالك عموما؟

< ابنتي لا تشاهد أفلامي كما لا تشاهد أفلام والدها أحمد حلمي. إذ نحاول دائما أن نجعلها بعيدة عن الأضواء، حتى لا تتأثر بهذا المحيط وتعيش عمرها على نحو طبيعي. ونفضل في هذا الوقت أن نمنحها فرصة التركيز في دراستها، فهي الآن تدرس اللغة الألمانية. ولهذا السبب نحرص على دعم مشاهدتها الأفلام الألمانية وهو أمر يندرج أيضا في إطار تعليمها الأساسي في هذه الفترة من عمرها.

‭{‬ أعود بك إلى المغرب، أنت اليوم في أقدم مهرجان سينمائي في المغرب، هل شاهدت أفلاما مغربية؟

< تبعا لانشغالاتي الكثيرة، ولأن الفرصة لم تتح، لم أشاهد شيئا في الفترة الأخيرة، لكني شاهدت أعمالا سينمائية في سنوات سابقة، واكتشفت أن المغرب يتوفر على مخرجين جيدين. وهناك شيء آخر أعتبره مهما جدا وإيجابيا تستفيد منه السينما المغربية، وهو التصوير داخل المغرب، المفتوح في وجه مختلف المخرجين من المغرب وغيره بشكل لطيف وسلس، وهذا في نظري إنجاز كبير.

‭{‬ أفهم من كلامك عن المخرجين المغاربة أنه إذا عرض عليك تقديم عمل مغربي فلن تترددي؟

< طبعا لن أتردد وسأفرح بتقديم تجربة جديدة مغايرة لما قدمته سابقا.

‭{‬ حتى وإن طلب منك الحديث مثلا باللهجة المغربية؟

< ولم لا، أنا أفهمها حاليا، وإن تعلق الأمر بدور في فيلم سأسعى إلى تعلم أكثر وأشتغل عليها، لأني أساسا قبل تقديم أي دور أدرسه وأحضر له بشكل جيد لأني أحب تقديم أفضل ما أستطيعه، بمعنى أني أحاول دائما وأبدا الإتقان.

‭{‬ ما يُشاع برأيك عن كون اللهجة تعتبر حاجزا وأحد أسباب عدم الإقبال على الفيلم المغربي غير صحيح؟

< لا أعتقد أن اللهجة تعتبر حاجزا أمام مشاهدة عمل أو الاشتغال عليه. الأمر هنا يتعلق بمدى الاجتهاد. وبالنسبة إلي أجتهد لأتعلم وإن قدم لي دور بأي لهجة أخرى سأشتغل عليها لأتقنه.

‭{‬ ما هو الدور الذي لم تقدمه بعد منى زكي وتحلم به كامرأة؟

< طموحي كبير جدا، وثمة أدوار كثيرة ما أزال أرغب في تقديمها.

‭{‬ مثل ماذا، تحديدا؟

< تشدني كثيرا الأدوار المتعلقة بمشاعر المرأة وواقع اضطهادها في الوطن العربي.

‭{‬ تودين القول إنك ممثلة مهمومة بقضايا المرأة؟

< تماما، وتحديدا بقضايا المرأة في مجموع الوطن العربي الذكوري الذي يحاصر حريتها.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي