أسدل الستار، أول أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لموسيقى العالم بمرزوكة، الذي كسر هدوء ليالي المنطقة على مدى ثلاثة أيام، بحضور فنانين من مختلف دول العالم.
وعند أقدام التلال الرملية، استقبلت مرزوكة عشرات الآلاف من الزوار القادمين من مختلف بقاع العالم، رغبة في اكتشاف مناظر ساحرة، والاستمتاع بمخزون ثقافي تخلده التقاليد والعادات المحلية وموروث المجموعات السكانية التي تعمر المنطقة، لتبرهن هذه الدورة، مرة أخرى، على أن المنطقة تزخر بإمكانيات سياحية قوية، ما يقتضي رصد دعم حقيقي لتظاهرة فنية من هذا الحجم، تحمل هاجس حماية البيئة وتقوية جاذبية المنطقة.
وتعاقبت مجموعات فنية من الكونغو، وجزر القمر، والكوت ديفوار، وإسبانيا، والسينغال، ودجيبوتي وفرنسا، على منصة متعددة الثقافات غنت بجميع اللغات، ورقصت على مختلف الإيقاعات والأهازيج، مجسدة خصوصيات ثقافات عديدة، في احتفالية ثقافية تنتصر لقيم التلاقح والتبادل والاحترام المتبادل، فضلا عن تعبيرات فنية فولكلورية على غرار أحيدوس آيت عطا وكناوة، رفقة المعلم أحمد وتاماوايت مع عائشة مايا وملحون سجلماسة، ودراويش الغيوان من الريصاني.
وبالموازاة مع هذه العروض الفنية، نظمت ندوة على هامش الدورة الثالثة، حددت محورا رئيسيا لها استعادت من خلاله صفحات من ماضي سجلماسة « المدينة التاريخية القديمة التي كانت مهد عدد من الدول الحاكمة في المغرب »، وتسليط الضوء على دور المجتمع المدني في تثمين التراث المادي واللامادي، بمشاركة باحثين وفاعلين محليين، إضافة إلى تنظيم ماراثون مرزوكة الذي أعطى انطلاقته البطل العالمي عبد القادر مواعزيز، في أجواء احتفالية رفعت شعار السلام والتسامح والتعايش.