قال لحسن حداد، القيادي في حزب الحركة الشعبية ووزير السياحة، إن الحركة تعتز بالمسار الديمقراطي الذي انخرط فيه المغرب منذ عام 2011 « مسار أصبح دستوريا من خلال جعل الاختيار الديمقراطي من ثوابت الأمة، ولا يمكن لأي أحد « أن يعيدنا إلى عصر الاستبداد والتحكم والحزب الواحد ».
وكشف حداد خلال حديثه، أول أمس السبت في زايو خلال تجمع حزبي، أن المغرب مر بصعوبات كبيرة، خصوصا إبان فترة الربيع الديمقراطي، غير أنه استطاع تجاوز هذه الصعاب، « بل استفدنا من ثمار الربيع العربي لأننا سرنا في مسار الديمقراطية ». وعلى الرغم من ذلك، يؤكد حداد أن البلاد واجهت صعوبات أخرى، كان لها تأثير في شركاء المغرب الأوربيين، لكن الاصلاحات، التي قال إن الحكومة تمكنت من إنجازها بعد تخطي جميع الصعوبات، كان أبرزها الإصلاح الذي عرفه صندوق المقاصة من خلال تقليص الدعم الموجه إليه من 54 مليار إلى 24 مليار درهم.
وأكد حداد أمام الحركيين أن الحكومة ستستمر في هذا الطريق « المستقيم » لتحقيق ما لم يتحقق بعد. وفي هذا السياق، عاب على المعارضة والأغلبية انخراطها في نقاش يسوده القذف والسب، وطالبها بالانخراط في النقاش الحقيقي حول البطالة والدواوير التي لاتزال تعاني ضعفا في البنيات التحتية أوانعدامها.
ولم يترك القيادي الحركي الفرصة تمر دون أن يتحدث عن الاعفاءات التي طالت أربعة من زملائه في الحكومة ولو ببضعة كلمات، إذ أكد بخصوص محمد أوزين، وزير الشبيبة والرياضة السابق، أنه تحمل مسؤوليته بشجاعة وهو ما اعتبره « سابقة في المغرب الديمقراطي »، قبل أن يضيف « هناك قرار إعفاء ثلاثة وزراء آخرين، أحدهم من الحركة الشعبية، ونحن نثمن قرار جلالة الملك وعلينا أن ننكب على قضايا المجتمع ».
وعلاقة بالاستحقاقات المقبلة، أكد حداد أن من يشكك في نزاهة الانتخابات الآن قبل وقوعها، فهو خائف منها « نحن لا نشكك في الانتخابات لأننا سننتصر ». وفي السياق نفسه، هاجم حداد السياسيين الذين يستغلون مآسي مزارعي الكيف بالريف لكسب مكاسب سياسية وانتخابية، ودعا حداد إلى عدم بيع الوهم للمغاربة من خلال قضية « التقنين »، التي تقترحها بعض الأحزاب، وأشار إلى أن التقنين نفسه لا يزال على أرض الواقع مجرد أفكار وأوهام وأحلام.
كما وجه حداد مدفعيته في اتجهات مختلفة، إذ لم يدع الفرصة تمر دون مهاجمة منظمة العفو الدولية، التي كانت قد أصدرت تقريرا في وقت سابق، تحدثت فيه عن وجود التعذيب في المغرب، إذ قال « إن تقرير هذه المنظمة « باطل » وقد اعتمدت في صياغته على جمعية معادية للوحدة الترابية وتتعامل مع المرتزقة والانفصاليين ».
وعلى المستوى الداخلي للحزب، خصوصا بعد بروز حركة تصحيحية داخله في الآونة الأخيرة، قلل حداد من شأن هذه الحركة، مبرزا أن الحركة تستوعب الاختلاف، لكن في إطار الهياكل.