قدمت دراسة صادرة، مؤخرا، عن معهد بيو الأمريكي للأبحاث معطيات جديدة عن التحديات والتهديدات التي تواجها سكان الأرض خلال سنة 2015. وأشارت الدراسة إلى أن التغيرات المناخية تعتبر أكبر مخاوف سكان الأرض بنسبة 46 في المائة متبوعة باللاستقرار الاقتصادي في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية بنسبة 42 في المائة؛ وخَلَقَ ما يسمى الدولة الإسلامية هذه السنة المفاجأة باعتبارها ثالث تحدي وتهديد يواجه سكان الأرض بنسبة 41 في المائة على الرغم من أن مجموعة من دول العالم غير معنية مباشرة بتهديداتها؛ وجاء البرنامج النووي الإيراني في الرتبة الرابع بنسبة 31 في المائة.
في نفس السياق، قدمت الدراسة معطيات بالتفصيل عن مخاوف سكان القارات الخمس: بالنسبة للقارة الإفريقية فأكبر تحدي يواجها ساكنتها هو تغير المناخ بنسبة 59 في المائة متبوعا باللاستقرار الاقتصادي بـ50 في المائة، و” الدولة الإسلامية” بـ38 في المائة، بالإضافة إلى البرنامج النووي الإيراني بـ29 في المائة؛ بالنسبة للقارة الأوربية جاء تحدي ” الدولة الإسلامية”في المرتبة الأولى بنسبة 70 المائة متبوعا بكل من تحدي تغير المناخ والبرنامج النووي بـ42 في المائة، في ما جاء تحدي اللاستقرار الاقتصادي في الرتبة الرابعة بنسبة 40 في المائة؛ بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فـ” داعش” تعتبر أكبر تهديد بنسبة 68 في المائة متبوعا بتحدي البرنامج النووي الإيراني بنسبة 62 في المائة، فيما جاء تحدي اللاستقرار الاقتصادي ثالثا بنسبة 51 في المائة، وتغير المناخ رابعا بـ42 في المائة؛ بالنسبة للقارة الأسيوية فـ “الدولة الإسلامية” تجسد اكبر تهديد بنسبة 45 في المائة، متبوعة بتحدي تغير المناخ بـ41 في المائة، واللاستقرار الاقتصادي ثالثا بنسبة 35 في المائة، والبرنامج النووي الإيراني بـ29 في المائة.
وتبقى القارة الوحيدة في العالم التي لا تهتم كثيرا بالبعبع الداعشي هي أمريكا اللاتينية، إذا أن نسبة الخوف من ” الدولة الإسلامية” سجل فيها 33 في المائة، أي أقل سكان الأرض خوفا من البغدادي، بالإضافة إلى ذلك فالبرنامج النووي الإيراني لا يثير مخاوفهم إذ لم يتجاوز نسبة 33 في المائة أيضا، إلا أن هذه القارة تبقى الوحيدة التي تهتم كثيرا بتحدي تغير المناخ بنسبة 61 في المائة متبوعة بتحدي اللاستقرار الاقتصادي بنسبة 54 في المائة. في المقابل، تبقى دولة إسرائيل الوحيدة عالميا التي لا تهتم بتحدي تغير المناخ إذ سجل فقط 14 في المائة، أي أضعف نسبة اهتمام عالميا، كما أن تحدي اللاستقرار الاقتصادي لا يتجاوز فيها نسبة 28 في المائة؛ مقابل ذلك، يعتبر تهديد البرنامج النووي الإيراني أكبر تحدي يثير مخاوف الإسرائيليين بنسبة 53 في المائة، متبوعا بتهديدات الدولة الإسلامية بنسبة 44 في المائة.
يذكر أن هذه الدراسة الصادرة مؤخرا عن معهد بيو الأمريكي للأبحاث والتي تعطي صورة استباقية عن التحديات والتهديدات والمخاوف التي تواجه سكان الأرض قبل مؤتمر تغير المناخ الذي تشرف عليه الأمم المتحدة والذي سينعقد هذه السنة بالعاصمة الفرنسية باريس، كما أنها على الرغم من عدم ذكرها للمغرب إلى أن قدمت صورة عامة عن التهديدات التي تواجه سكان العالم في خلال استطلاع للرأي شمل مختلف مناطق العالم ما بين مارس ومايو من السنة الجارية (2015).