مهرجان صلالة.. واجهة الثقافة والفنون الشعبية العمانية

18 أغسطس 2015 - 03:00

  صلالة/ سلطنة عمان: اليوم 24

تشهد مدينة صلالة، عاصمة محافظة ظفار بسلطنة عمان، تظاهرة ثقافية شعبية، ربما تكون الأطول من حيث زمن برمجة أنشطتها الفنية والثقافية. إذ تُعرف هذه التظاهرة بمهرجان صلالة السياحي، الذي ينظم سنويا خلال الفترة الممتدة بين 23 يوليوز و31 غشت. والغاية منه التعريف بمكونات الحياة الثقافية والفنية الشعبية، ليس فقط في المحافظة، بل في سلطنة عمان برمتها.

اختار الساهرون على هذه التظاهرة أن يكون انطلاقها يوم 23 يوليوز، الذي يتزامن مع يوم النهضة، أي ذكرى تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم في البلاد، باعتبارها علامة تاريخية تدل على عهد جديد في البلاد. لكن المهرجان، حتى وإن كان ينطلق تزامنا مع هذه الذكرى، فهو يحتفي بالثقافة العمانية، وبمكوناتها الشعبية التي تستقطب السياح.

يقام المهرجان في مركز البلدية الترفيهي في منطقة قريبة من وسط المدينة، على مساحة تشمل عشرات الهكتارات. وهو يضم قرية للتسوق العائلي ومنطقة الألعاب الكهربائية والهوائية والقرية التراثية ومطاعم ومعارض، ويتميز بعروضه الموسيقية والثقافية، ويشتمل على عروض حيّة من الفن العماني والرقصات الشعبية المحلية والفنون التراثية، إضافة إلى الحفلات الغنائية الساهرة والعروض الرياضية. إذ تكشف أروقة العروض، بالنسبة إلى المشاهد الأجنبي، ما تزخر به الحياة العمانية بأدق تفاصيلها، حيث تستعرض مثلا خصوصيات الحياة البدوية والريفية، كل على حدة.

يقام المهرجان خصيصا استجابة للحاجات التي يخلقها تدفق السياح، خاصة الخليجيين، على المحافظة، التي أصبحت مقصدا سياحيا بامتياز، خاصة في هذه الفترة التي تتميز بمناخ جذاب حيث ترتدي المحافظة رداء أخضر، وتتوارى الشمس خلف السحاب في أغلب الأيام، ويهطل الرذاذ في جو معتدل لا تتجاوز درجة الحرارة خلاله (22) درجة مئوية، وتتراجع إلى ما دون 15 درجة مئوية على الجبال. فالفصل هنا هو فصل الخريف، بخلاف باقي مناطق الخليج حيث الصيف على أشده. إذ تصل درجة الحرارة في أقرب منطقة لا تبعد عن ظفار سوى بـ80 كيلومترا إلى 50 درجة.

لهذا الغرض، تتأثث هذه القرية السياحية بأروقة مختلفة، بعضها تجاري خاص ببيع بعض المنتوجات ذات النكهة العمانية الخاصة، مثل البخور والعطور واللبان، وبعضها موجه لاستعراض مناحي الحياة العمانية، وبعضها خاص بعرض المنتوجات الفلاحية مثل الجوز الهندي والفافاي والموز وقصب السكر. وعلى امتداد وسط هذا المركب المستطيل، أقيمت منصات تستعرض عليها الأهازيج والرقصات الشعبية المدينية والبدوية والريفية. وكل هذه الأنشطة تحمل شعارا واحدا هو: «عمان عنوان المحبة والسلام».

هكذا يمثل مهرجان صلالة السنوي تظاهرة سياحية تحتفي بالثقافة والفنون الشعبية. يحتفي بالحياة في بساطتها وتنوع مشاربها، وبالإنسان في هدوئه وتساكنه مع الطبيعة. لكنه لا ينسى الانفتاح على الآخر من خلال توجهه إليه واستهدافه أساسا.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي