أمينة رشيد: لا أفهم حرص المغاربة على تكريم المصريين

23 أغسطس 2015 - 06:00

 حظيت بتكريمات كثيرة في مهرجانات مغربية مختلفة، منها تكريمك الحالي بمهرجان الضحك بأكادير، في نسخته الجارية، وتكريم، قبل أيام، بمهرجان الدار البيضاء للفيلم القصير والوثائقي. ما الذي تضيفه هذه التكريمات للفنان برأيك؟

  بالنسبة إلي كفنانة، التكريم يدل على أن الناس لا يزالون يستعيدون أدواري الفنية، وهو ما يدفعهم للاهتمام بي عبر كل تكريم جديد. كما أن هذه التكريمات تبقى حافزا وداعما لي للاستعداد لأعمال مقبلة.

 هل يستفزك بشكل ما، تكريمك على خشبة واحدة إلى جانب فنانين شباب أو في بداية الطريق؟

 لا أبدا. بالعكس هو أمر جيد، ويسعدني أن يكرم إلى جانبي الشباب، خصوصا وأنه من شأن ذلك تشجيعهم لتقديم ما هو أفضل مستقبلا، وهو ما نصبو إليه جميعا.

 طيب، طفت على السطح بين الحين والآخر تصريحات غريبة لفنانين مصريين يرى كثيرون أنها مسيئة للمغرب، وقد علق كثير من الفنانين المغاربة على الموضوع معبرين عن انزعاجهم، ما رأيك في كل هذا؟

 ككل المغاربة، أتابع كل ما يخصنا. لكن ما أود قوله في هذا السياق أنه لا يجب تصديق كل ما يقال ويروج أنه قصد سيء من بعض الفنانين المصريين. لأن المنطق يفترض ألا يصدر أي تجريح من فنان تجاه بلد ما، وخصوصا إن كان هذا البلد بلدا شقيقا، فكيف إن كان بلدا يفتح ذراعيه في وجهه كل حين، كما هو حال المغرب مع الفنانين المصريين. أما إن ثبت أن تلك التصريحات حقيقية، والمراد بها الإساءة، فأعتقد أنه علينا أن نحتاط كمغاربة، ونغير من أسلوب تعاملنا تجاه من يرمي إلى المساس بنا.

 أشرت إلى احتضان المغرب للفنانين المصريين في مهرجاناته بتكريمات لا حصر لها، وتكريمك الأخير بالدار البيضاء شهد فرصة أخرى لتحقق ذلك. هل تجدين هذه التكريمات اللامنتهية والمتكررة في أحيان كثيرة معقولة؟

 لقد طرقت موضوعا مهما كثيرا ما أثارني. وأريد في هذا الصدد أن أطرح حوله سؤالا، لماذا يكرم المغاربةُ في كل مهرجاناتهم الفنانين المصريين ويحرصون على ذلك بلا ملل؟ بل إنهم حتى حين يفكرون في تكريم فنان مغربي، يحشرون معه فنانا أو عددا من الفنانين المصريين، في الوقت الذي لا يعامل الفنانون المغاربة بالمثل في مصر، ولا يحظى حتى رموز الفن المغاربة بأي التفاتة، اللهم ما كان على حساب علاقات خاصة، واستفاد منه بعض الفنانين المبتدئين.

 بناء على ما ذكرتِ، نفهم أنك انزعجت من تكريم الفنان مصطفى شعبان، قبل أيام، إلى جانبك بمهرجان الدار البيضاء السينمائي؟

 لا، بالعكس، قد أنزعج من نماذج أخرى، لكن بالنسبة إلى مصطفى شعبان، الأمر مغاير، فهو فنان شاب ونموذج، وتكريمه في المغرب مستحق واختيار في محله، لأنه نجح نجاحا باهرا في أعماله الأخيرة، ومنها مسلسله الذي بث خلال شهر رمضان وتابعته إلى نهايته، وسعدت جدا أن أكرم إلى جانب فنان عربي يشرف.

 تحدثت عن متابعتك لمسلسل مصري، ما أكثر ما تحرصين على متابعته وأنت ممثلة؟

 أشيد هنا بالأعمال الدرامية المصرية التي تمنحنا متعة حقيقية، وتعوضنا عن هزالة كثير من أعمالنا المغربية، وخصوصا في رمضان. والفضل في نجاح أعمال المصريين هو الاشتغال الجيد على النصوص والحوارات، التي تكتب وتراجع وتنقح قبل بدء تصويرها، بخلاف ما يحدث معنا في المغرب، فقد تجد المخرج بدأ التصوير دون أن يكون عارفا بعد بالنهاية التي سيختم بها العمل، ويكتب أو يكتب له ويراجع النص وهو يصور في الآن نفسه، لذلك لا يمكن أن تنتظر منه سوى عمل مضطرب كما هو شأن سير العمل وتصويره.

أما عما تابعته من إبداعات الدراما الأخيرة، فقد كان خلال رمضان مسلسل «ولي العهد»، وأعمال مصرية أخرى أبهرتني كتابة وإخراجا وأداء، ولم أتابع أي برنامج أو عمل مغربي.

وأتمنى أن ننتقل بدورنا إلى مستوى تحقيق المتعة الفنية التي يتوق إليها المشاهد المغربي.

 قدمت مجموعة أدوار كوميدية على مدى مسيرتك الفنية وتتسمين بروح مرحة إلى اليوم، فلما لا نرى لك أعمال جديدة تواصلين بها درب التألق الذي سبقت إليه كثيرين في المسرح والتلفزيون كما السينما؟

 أعتقد أنها عين الرضا من الجمهور الذي يحبني ويراني متألقة وقادرة على المواصلة. والحمد لله أراني قادرة على ذلك أيضا، ولا أتغيب اختيارا.

متى نراك في دور كوميدي جديد، تتعاونين فيه مع زوجك كمؤلف مثلا؟

 لم نفكر في ذلك. للأسف كثرت اليوم الأعمال المبتذلة التي تقرف بدل أن تضحك، (أعمال باسلة)، مع وجود استثناءات تسر الجمهور طبعا. مع العلم أن كثيرا من البرامج والسلسلات تقدم بصفة الكوميدية والساخرة ولا تستحق أن توصف أو تسمى كذلك. ثمة فئة قليلة من الممثلين المغاربة الذين يمتلكون القدرة على الإضحاك، وهؤلاء يكفي أن تسمع الواحد منهم في حديث عفوي حتى تبدأ بالضحك، لأن النكتة موهبة لديه، ويعرف كيف يصنع مواقف الضحك، ولا يحتاج أن يبدل من ملامح وجهه ويصرخ مثيرا الضجيج كما يفعل ممثلون كثيرون في برامجنا لينتزعوا بالقوة ضحكة أو ابتسامة عصية عليهم.

 طيب، قبل عام من الآن، أخبرتني أنك تتمنين العودة إلى جمهورك، ألن يتحقق ذلك هذه السنة؟

  أتمنى ذلك من كل قلبي، وسيسعدني الأمر كثيرا.

 أسألك إن كان هناك عمل في القريب؟

  للأسف، لا عرض في الوقت الحالي. وأعتقد أن بعض المخرجين صاروا يبحثون عن وجوه جديدة وعن ممثلين يقبلون بأي أجر، ولم لا ممثلون لمرة واحدة.

 طيب، ألا تعتقدين أن الجانب المالي من بين أسباب عدم طلبك من المخرجين مؤخرا؟

  بالعكس، فأنا أنتمي إلى جيل آخر همه كان هو الحديث عن المقابل المادي، والاهتمام الأكبر هو الفن ومدى الإبداع وأبحث عن الجودة. ولا تزال نفس الفكرة إلى اليوم.

 أبرز المهرجانات التي تحلين ضيفة دائمة عليها مهرجان مراكش الدولي للفيلم، ماذا استفدت منه غير الظهور؟

 شخصيا، أعتز كثيرا بمهرجان مراكش، هو مهرجان عالمي ومهم جدا كواجهة في المغرب. وهو فرصة للقاء بالوجوه الجديدة مباشرة، وعدد من الفنانين المغاربة كما الأجانب، والتعرف على أعمالهم. وأثير هنا أننا كثيرا ما نلمس في الأعمال الأجنبية نقاط ضعف وعثرات، كما يتم الحرص على إبراز نقاط الضعف في الأعمال السينمائية المغربية.

 طيب، ألا يبدو غريبا أنه بالرغم من لقائك المتكرر بالمخرجين والمنتجين في هذا المهرجان الكبير لم يعرض عليك أي دور؟

  الأمر لا يتعلق بتقصير من جانبي. بالنسبة إلي، أكثر ما يسعدني في هذه الملتقيات الفنية هو لقاء الفنانين وغيرهم وتبادل الاستفادة، ولا أهتم إن لم تأت فرصة عمل جديد، وإن كنت أتمناها لأني لا أزال مرتبطة بحبي للتمثيل وقادرة على الإبداع فيه بصيغ جديدة تتوافق ورؤاي.

 علاقة بمظهرك، تحرصين دائما على الظهور بالقفطان المغربي دون غيره، لم هذا الاختيار؟

  القفطان أو»التكشيطة» زي نشأت على حبه، وأنتشي وأنا أرتديه، بالإضافة إلى كونه محددا لهويتي أينما حللت، لذلك أحرص على الظهور به وأنا أمثل وجه المغرب.

 طيب، في اختيارك لهذا اللباس التقليدي، هل تتعاملين مع مصمم أو مصممة معينة؟

  لا أبدا. أزيائي التقليدية أنا من يختارها. وأخيطها بما يتماشى وذوقي الخاص و«ما كنتعلقش فين نتفلق». والخياط ينفذ ما أطلبه منه. والحمد لله أنجح في أن أكون متميزة وتنال طلاتي إعجاب الكثيرين. كثيرا ما أسأل عن الدار التي صممت لي قفطاني فأرد: قفطاني هو من إنتاج داري.

 إذن يمكننا القول إن قفاطينك هي تصاميمك الخاصة؟

  هي كذلك، وأكثر ما أحرص عليه فيها هو البساطة. البساطة التي اخترتها كأسلوب عيش أيضا.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي