اشتهر بحواراته الصحفية مع الملوك والرؤساء، حاور الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، والرئيس العراقي السابق صدام حسين، فضلا عن الحوار المطول الذي صدر في كتاب مستقل مع الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1991.
هو الصحفي الفرنسي “إريك لوران”، بنى مساره ومجده الصحفي من خلال حواراته مع الملوك والرؤساء التي أصبحت بمثابة وثائق تاريخية يستشهد بها الدارسون والمهتمون بالسياسة الدولية.
ولد “إيريك لوران” سنة 1947، ودرس بجامعة بيركلي الأمريكية بسانفراسيسكو. بدأ مسيرته الصحفية الحقيقية مع مجلة لوفيغارو الفرنسية، كصحفي متخصص في السياسة الدولية ومحاورة رؤساء وملوك العالم.
لإريك لوران العديد من الكتب والمؤلفات التي أثارت جدلا من بينها “العالم السري لبوش” و الوجه الخفي ل 11 شتنبر” و”الوجه الخفي للبترول”.
بدأت علاقة إيريك لوران بالراحل الحسن الثاني بحديث صحفي أجراه معه لحساب مجلة “لوفيغارو”، حيث اكتشف من خلاله أن الملك له الأفكار والرؤى المتشعبة ما قد ينير السبيل ويشفي فضول الكثير من المهتمين بالشأن السياسي المغربي وحتى الفرنسي”، بحسب ما سبق أن صرح به إريك لوران في حوار مع يومية المساء المغربية.
تحدث إيريك لوران إلى مستشاري الحسن الثاني، وأبلغهم برغبته في إنجاز كتاب عن ذاكرة الملك الحسن الثاني، وهو ما وافق عليه الحسن الثاني، لتبدأ بعد ذلك رحلة العمل، حيث رافق الحسن الثاني لمدة شهرين كان يجتمع معه خلالها بانتظام ساعتين ونصف يوميا.
ويقول إريك لوران انه أثناء الحوار المطول الذي أجراه مع الراحل الحسن الثاني و امتد على مدى شهرين كاملين، سمح له الحسن أن يدون العديد من التفاصيل وطلب منه عدم نشرها إلا بعد رحيله بعشر سنوات.
لم تكن علاقة إيريك لوران بنظام محمد السادس على ما يرام، فقد أصدر كتابا سنة 2012 بعنوان “الملك المفترس”، كشف من خلاله سيطرة الملك محمد السادس ومقربيه على الاقتصاد في المغرب، حيث أبرز أن أصدقاء الملك اغتنوا بسبب احتكارهم للسوق الاقتصادية والكسب غير المشروع.
ورغم عدم دخول كتاب “الملك المفترس” للمكتبة المغربية، إلا أن أنه تم تداول نسخته الإلكترونية على نطاق واسع، كما تلقفته مواقع إلكترونية وجرائد مغربية، حيث قامت بنشر بعض فصوله. وزاد من انتشار الكتاب، السياق الذي طرح فيه، حيث انتشر بعيد اندلاع الثورات بالعالم العربي، وبعد ظهور حركة 20 فبراير في المغرب.
اليوم الخميس 27 غشت، كان يوما مشهودا في مسيرة الصحافي الفرنسي..اليوم اعتقل “إيريك لوران” بتهمة ثقيلة جدا، وهي تهمة ابتزاز الملك محمد السادس من خلال مطالبته بدفع مبلغ ثلاثة ملايير أورو مقابل عدم نشر كتاب يحتوي على مجموعة من الاتهامات الخطيرة، ليحكم بذلك على مساره الصحفي الطويل بالسقوط المدوي…وهو ما دفع الكثيرون يطلقون عليه لقب “الصحافي المفترس”.