لم تمنعهم الأمطار التي تهاطلت، صباح اليوم الخميس، على مدينة وجدة من الاحتجاج على وزارة الصحة والوزير الحسين الوردي، حيث خرج العشرات من طلبة كلية الطب في وجدة والأطباء الداخليين والمقيمين، في وقفة احتجاجية بساحة 9 يوليوز، ضد مشروع الخدمة الصحية الوطنية، الذي يقولون إنه مشروع يرمي بهم إلى « غياهب المجهول »، بفرض الخدمة « الإجبارية » لسنتين في المناطق النائية دون الإدماج المباشر بعد ذلك في سلك الوظيفة العمومية.
ويحتج الطلبة على « شبح البطالة » الذي يقولون إنه يهددهم بعد انتهاء فترة الخدمة الاجبارية، وهم الذين درسوا 8 سنوات في كليات الطب، وخاضوا مجموعة من التدريبات في المستشفيات الجامعية، على الرغم من أنها معوضة بتعوض اعتبروه هزيلا جدا، إذ لا يتجاوز حسب بعضهم 110 دراهم في الشهر.
وتأتي احتجاجات الطلبة، تأتي أياما فقط من الدخول الجامعي الجديد، وأيضا أياما بعد الندوة الصحفية التي عقدها وزير الصحة الحسين الوردي في مقر الوزارة، وهي الندوة التي شرح فيها مضامين مشروع القانون المقدم من طرف الوزارة، غير أن الطلبة ومن خلال إحتجاجاتهم المستمرة لعدة شهور، ومن خلال الاشكال الاحتجاجية المختلفة التي اقدموا عليها، كبيع المناديل الورقية، يؤكدون إصرارهم في الاستمرار في الاحتجاج، إلى حين « تصحيح الوضع »، والتخلي عن المشروع الذي تنوي وزارة الوردي إقراره.
[youtube id= »PhnCU3tJjGc »]
وكان المحتجون قد أكدوا في بيانات سابقة على ضرورة تحسين وضعهم المادي والرفع من قيمة التعويضات المقدمة لهم، وايلاء الاهتمام اللازم لدكتوراه الطب ومعادلتها بالدكتوراه الوطنية.
ومن جانبه، كشف وزير الصحة، في الندوة الصحفية التي نظمها بمقر الوزارة أن مشروع الخدمة الصحية الوطنية، سيساهم في التوزيع العادل للموارد البشرية بين جميع جهات المملكة، وأكد في الندوة ذاتها أن أغلب مطالب الطلبة المحتجين تمت الاستجابة لها.
وفي السياق نفسه، أشار الوردي إلى معطيات سبق أن كشف عنها، وهي المتعلقة بعدد الأطباء العامين الذين التحقوا بمقرات عملهم السنة الماضية، فبعدما أعلنت الوزارة عن وجود 225 منصبا شاغرا لم يلتحق بعد اجتياز المباراة سوى 121 طبيبا بمقرات عملهم، وهو الأمر الذي دفع الوزارة إلى إعلان مباراة ثانية، ورغم ذلك فإن عدد الأطباء الملتحقين لم يتجاوز 19 طبيبا ليبقى 85 منصبا شاغرا.