تخيلوا للحظة عددا من الأشخاص يشكلون جماعة، ويتقاسمون الأصل ذاته والهوية عينها والمصير المشترك نفسه، ويسعون مجتمعين إلى تحقيق مشروع معقد، في إطار تنافس محموم مع بقية العالم. إن التاريخ والتجربة يعلمانهم أن مصلحة الفريق، ومصلحة كل واحد من أعضائه، تكمن في تطبيق المبادئ العشرة التالية:
الالتزام الصارم باحترام القواعد المعقدة جدا والمفروضة على الجميع، والمعدة لتحقيق مصلحة كل فرد ومصلحة الجماعة على حد سواء.
تطبيق الاستراتيجية التي تم إعدادها بتوافق مع كل مكونات الجماعة، مع ترك أكبر مساحة ممكنة للابتكار وروح المبادرة، وحتى الارتجال إن كان ذلك ضروريا.
لا يجب أن يكون المرء لا متفائلا ولا متشائما، بل عليه بذل كل ما في جهده لتجاوز العراقيل وتحقيق المشروع المشترك.
توزيع الأرباح، بشكل منصف، عند تحقيق النجاح.
التأكد من أن كل واحد، في الجماعة، لا يقوم سوى بما يتقن أكثر من غيره.
الإقرار بأن لا أحد يمكن أن يراهن على تحقيق أهدافه الشخصية، دون مساعدة الأعضاء الآخرين على بلوغ غاياتهم، ومساعدة الجماعة لتحقيق مسعاها.
بذل كل الجهد، ودون حساب ساعات العمل، من أحل النجاح الجماعي.
إبراز إمكانات كل واحد من الأعضاء الآخرين، والعمل على تطويرها.
استقبال أفضل للأجانب، بغض النظر عن أصولهم، أو البحث عنهم والعمل على إدماجهم.
القيام بكل ما يجب لتجنب ترك الأعضاء الأكثر مهارة في الجماعة للالتحاق بأخرى.
بأي جماعة يتعلق الأمر؟ عن أي مشروع نتحدث؟ هل تعتقدون أن الأمر يتعلق ببلد؟ بفرنسا؟
أبدا. إننا نتحدث هنا عن رياضة الريگبي.. عن الفرق التي تشارك حاليا في كأس العالم في إنجلترا. ونقصد بالخصوص الفريق الأسترالي الحالي، وهو نموذج صارخ لاحترام كل تلك المبادئ، والفريق الإنجليزي الذي أخفق في تطبيقها. والواقع أن جوني وليكنسون، أفضل لاعب ريگبي في تاريخ الإنجليز، قالها مرة: «أفضل وسيلة لتحقيق هدفك في الريگبي هي مساعدة الآخرين على بلوغ أهدافهم».
ويمكن أن نطبق هذه المبادئ على كل الرياضات الجماعية الأخرى (وإن كانت أقل رقيا من الريگبي)، وحتى على المقاولة، بل وأي مغامرة جماعية، خاصة في السياسة: إذ في سياق المنافسة القاسية التي تنخرط فيها، فإن الأمم التي تطبق تلك المبادئ العشرة تحقق النجاح، اقتصاديا واجتماعيا وديمقراطيا، أكثر من كل الأمم الأخرى. فهي تدرك جيدا أن الطموح، والتعليم، والإبداع، والمبادرة، والانضباط، وروح الفريق، واستقطاب المواهب، ووضوح المشروع وتقاسمه، هي مفاتيح النجاح؛ أي تحقيق الثراء والقوة والتشغيل والأمن لسكانها.
ماذا يمنعنا، في فرنسا، من تطبيقها؟ أي أن نتفق على استراتيجية، على مشروع مشترك؟ لماذا لا نعي أن مصلحتنا تكمن في اللعب كفريق؟ لماذا لا نفرح لنجاحات الآخرين؟ لماذا لا نمنح الأولوية المطلقة للتعليم.. لتفتح المواهب؟ لأنه يتعين علينا التوقف عن الخلط بين الحرية والأنانية، بين السعادة والمتعة، بين النجاح الشخصي وفشل الآخر، بين الطموح والغيرة، بين الشغف والحسد.. لأنه يتعين علينا اعتبار الإيثار القيمة الأسمى، المصدر الأهم لروح الفريق، وللنجاح الدائم في كل مقاولة إنسانية.
ولكن يجب علينا، لتحقيق هذا الهدف، التوفر على رجال الدولة القادرين على تفسير الأمور والنهوض بمهمة القيادة.. يتعين علينا إعداد المواطنين منذ الطفولة الأولى، من خلال تدريس تلك المبادئ العشرة في التعليم الأولي، ولعل أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف هو فرض رياضة الريگبي في كل المدارس الفرنسية.
كاتب فرنسي
ترجمة مبارك مرابط
عن «ليكسبريس»
شريط الأخبار
القبض على متورطين في اعتداء على سائق سيارة أجرة في أكادير
شكوى لهيئة أطباء الأسنان تقود إلى اعتقال سيدة بتهمة انتحال صفة
توقيف منخرطين بأولمبيك خريبكة جراء أحداث جمعه العام ورئيس الفتح الوجدي بسبب تغريدة
المحكمة الرياضية توافق على طلب يوفنتوس بفرض عقوبة مالية دون حسم نقاط
بودريقة يعد لاعبي ناديه الرجاء البيضاوي بصرف مستحقاتهم “خلال أسبوع”
مونديال السيدات 2023: معاناة لبيع التذاكر في نيوزيلندا
سلطات مكناس تشن حملة لتحرير الملك العمومي
حوادث سير في طنجة تؤدي إلى مصرع 4 أشخاص
حجيب نجم النسخة الثانية من “ليلة العيطة” بالرباط
ماوريسيو بوتشيتينو مدربا جديدا لتشيلسي الإنجليزي خلفا للامبارد
