المناصفي: مخترق الموكب الملكي تجاوز كل الأحزمة الأمنية وهذا خطر

12 مارس 2016 - 12:30

ما هي المخاطر الأمنية التي تنطوي عليها عمليات اعتراض الموكب الملكي أثناء تنقلاته الرسمية؟
قبل التطرق للأخطار التي تنطوي عليها مثل هذه العمليات، ينبغي البحث عن أسبابها. والسبب الرئيس هو أن الشعب عيا، ومصالحه لا تُقضى، وهناك الكثير من المظلومين والمقهورين من لا يبقى أمامهم إلا «سيدنا» لتقديم مظلمتهم، وبالتالي يقدمون على خطوة «ربحة ولا ذبحة». عدد كبير من المؤسسات والسلطات لا يقومون بمهامهم ولا وجوه لجهات أخرى يمكنها القيام بدور الوساطة وحلّ الإشكالات، وبالتالي لا يبقى أمام المرء إلا أعلى سلطة في البلاد…
 أليست تلك ذريعة أكثر منها مبرّر للإقدام على خطوة خطيرة سواء على الشخص الذي يبادر إليها أو على الموكب الملكي؟
لكن من جرّب محنة التنقل بين المؤسسات وغياب الإنصات قد يقدم على هذه الخطوة بسهولة، أنا شخصيا قضيت نصف حياتي في السويد ولدي تجربة معيّنة في المجال الأمني وأحاضر في جميع أنحاء العالم، وعدت إلى البلاد حبا فيها، ومنذ عودتي راسلت كل الجهات الأمنية والرسمية من أجل الانخراط في تعاون ما وعرض تجربتي وخبرتي وشبكة علاقاتي، وجمعت من المراسلات ما يكفي لإصدار كتاب كبير، لكنني لم أتلق يوما أي جواب من أي وزارة أو هيئة، وأنا شخصيا لم يعد أمامي إلا سيدنا كي أتوجّه إليه..
أنت خبير أمني ولك تجربة في حماية الشخصيات، ما هي المخاطر التي يمثلها الإقدام على اعتراض الموكب الملكي بالطريقة التي شاهدنا الأسبوع الماضي في الرباط؟
هذه المخاطر تتمثل في كون الشخص الذي ينجح في اختراق الحواجز الأمنية ووصل إلى سيارة الملك، قد يكون في حالات أخرى شخصا «يحمل الشر لسيدنا» أو يحمل حزاما ناسفا أو غير ذلك من الحالات. ومن خلال مشاهدتي لفيديو الاختراق الأخير، ألاحظ أولا أن الشخص المخترق تجاوز الحاجز الأول المتمثل في رجل الأمن الذي يقف بجانب الرصيف، وهذا أمر يمكن تقبله بالنظر إلى غياب الحاجز الحديدي، لكن ما لا يمكن تقبله هو أن المخترق تجاوز الحاجز الثاني بسهولة، وهو الدرّاج الذي صادفه في طريقه…
 تقصد أن الدراج كان عليه اعتراض الشخص المخترق؟
نعم، فعوض أن يقوم هذا الدراج بإيقافه ومنعه من التقدم تفادى الاصطدام به. الدراجون هم جزء من الموكب الأمني، لذلك كان على الدراج أن يتدخل ولو أدى الأمر إلى سقوطه أو تكسير الدراجة فهذا غير مهم. بعد حاجز الدراجين، لاحظت كيف أن السيارات الجانبية كان تدخّلها بطيئا جدا، وتمكّن الشخص المخترق من الوصول إلى سيارة الملك، وهذا أمر بالغ الخطورة باعتبار أن الشخص المخترق قد تكون له نوايا أخرى. لقد تابعنا جميعا كيف أنه تجاوز كل الأحزمة الأمنية المحيطة بالملك، وهذا أمر خطير لو أنه كان «باغي الشر لسيدنا»..
* مدير شركة للأمن الخاص

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي