على الرغم من تضاعف الأعمال الإرهابية في المغربي العربي بشكل لم يسبق له مثيل منذ اندلاع ما يسمى بـ”الربيع العربي”، إلا أن المغرب شكل الاستثناء في هذه الرقعة الجغرافية في الخمس سنوات الأخيرة، بتسجيله اعتداءً إرهابيا واحدا عام 2011 في مدينة مراكش، والذي أودى بحيوات 17 شخصا، حسب تقرير نشره حديثا المعد الملكي الإسباني (الكانو)، تحت عنوان “التطورات الأخيرة للإرهاب في المغرب العربي”.
التقرير، الذي أشرف عليه الخبير الإسباني في الإرهاب، فيرناندو رييناريس، أشار إلى أن “الاعتداءات الإرهابية في المغرب العربي تضاعفت تقريبا 47 مرة ما بين عامي 2011 و2014″، معزيا ذلك بالأساس إلى “الأزمة والفراغ المؤسساتي في ليبيا منذ سقوط العقيد معمر القذافي”.
وأوضح التقرير كذلك أن المنطقة المغاربية “كانت مسرحا لـ1105 اعتداءات إرهابية ما بين عامي 2011 و2014، غالبيتها تبنتها جماعات تابعة لتنظيم القاعدة”، غير أنه أشار إلى أنه “ابتداء منعام 2014 كانت أغلب الهجمات من تنفيذ موالين لما يسمى بالدولة الإسلامية”.
وبخصوص تصاعد الهجمات والتحديات الأمنية في شمال إفريقيا والساحل، قال فلورينتينو بورتيرو، الخبير الإسباني في الجيوسياسية والإرهاب، إن أغلب البلدان في المنطقة ضعفاء، وغير قادرين على مواجهة مشكلة أمنية، كما هو الحال بالنسبة إلى الإرهاب، مضيفا أنه من الصعب مراقبة هذه المنطقة.
وعن حضور الجهادية في المغرب، قال الخبير الإسباني “الجهاد في المغرب لم يولد في الجنوب، بل في الحدود مع سبتة ومليلية لأن هذا هو المكان، الذي تلتقي فيه الثقافات وتصطدم “، حسب صحيفة “آ ب س”.
التقرير كشف أيضا أن “رقعة الزيت الرئيسية للإرهاب في المغرب العربي انتقلت من الجزائر إلى ليبيا، إذ إن هذه الأخيرة شهدت 95.3 في المائة من الأعمال الإرهابية في المنطقة، بعد أن كانت الجزائر عام 2011 هي المسرح الرئيس للاعتداء بـ66.7 في المائة”. وفي هذا الصدد، أوضح أن الاعتداءات الإرهابية في الجزائر انخفضت من 39 هجوما عام 2012، و21 هجوما عام 2013، إلى 12هجوما عام 2014؛ فيما المغرب شكل الاستثناء بتسجيل هجوم واحد عام 2011؛ في المقابل ارتفع عدد الهجمات في تونس من هجومين عام 2011، وواحد عام 2011 إلى 25 و21 هجوما عامي 2013 و2014. فيما ارتفع عدد الأعمال الإرهابية في ليبيا بشكل صاروخي من 50 عملا إرهابيا عام 2012 و256 عام 2013 إلى 665 عام 2014.
التقرير ذاته أضاف أن تصاعد الأحداث الإرهابية، التي عرفتها المنطقة تمثل 4.7 في المائة من مجموع الأحداث الإرهابية في العالم برمته، أي أنها ارتفعت بشكل كبير مقارنة مع الفترة قبل الربيع العربي، حيث لم تكن تتجاوز 0.33 في المائة من مجموع الاعتداءات الإرهابية عالميا، وفقا لتقرير.
وأضاف التقرير أن 50 في المائة من الاعتداءات الإرهابية في المغربي العربي، كانت ضد أهداف حكومية، بينما 18 في المائة ضد أشخاص وأملاك خاصة، و9 في المائة ضد الأنشطة الاقتصادية، و7 في المائة ضد الصحافيين، و4 في المائة ضد وسائل الإعلام.