بعد أن كان في البداية يسعى إلى استهداف المؤسسات الأمنية والعسكرية، أصبح التنظيم الإرهابي « داعش » في الوقت الراهن يضع ضمن أولوياته اختراق الجيش والشرطة من أجل تجنيد خبراء في التدريب العسكري والأمني في أفق إرسالهم إلى مراكز التدريب العسكري التابعة له في سوريا والعراق، وكذلك البحث عن كيفية وسبل الحصول على الأسلحة وذخائر لتهريب إلى مناطق نفوذه في ليبيا وسوريا، حسب ما أوردته صحيفة « الكوفيدونثيال ديجيتال » الإسبانية، اليوم الخميس، بناء على تقرير لمصالح مكافحة التجسس بالجيش الألماني، وكذلك خبراء جمعية الدراسات الدولية بمدريد.
في هذا الصدد أوردت الصحيفة الإسبانية القريبة من مراكز الاستخبارات الأوروبية أن « واحد من الأهداف الأولية للتنظيم الإرهابي « داعش » هو القوات المسلحة (الجيش) والشرطة، ولكن ليس فقط كأهداف للهجمات الإرهابية، بل كمؤسسات يمكن اختراقها والتسلل إليها من أجل الحصول على الأسلحة وتجنيد خبراء في القتال من أجل إرساله إلى مراكزها في سوريا والعراق ». المصدر ذاته حذر نقلا عن تقرير صدر، مؤخرا، عن مصالح التجسس بالجيش الألماني من الإستراتيجية الجديدة لـ »داعش »، مما دفع الجيش الألماني إلى فتح تحقيق بهذا الشأن بعد رصد أن 29 من الجنود السابقين بالجيش الألماني غادروا إلى سوريا والعراق من أجل تدريب مقاتلي داعش المتعددي الجنسيات، علما انه لم يتم تحديد هل غادروا إلى سوريا بعد التقاعد من الجيش أو بعد طلب إعفائهم.
كما أن خبراء في « جمعية الدراسات الدولية » التي يوجد مقرها بمدريد كشفوا، قبل أسابيع، عن وجود قلق داخل مصالح الاستخبارات حول إمكانية اختراق وتسلسل عناصر جهادية بين أفراد الجيوش وبقية الأجهزة الأمنية التابعة للدولة »، مضيفة أن مؤسسات الجيش والشرطة أصبحت « أهداف أولية » بالنسبة للجهاديين. الجمعية المتخصصة في الشؤون الجيواستراتيجية والجيوسياسية الدولية حذرت أيضا من خطورة الجهادية في المستقبل، موضحة أن » التنظيمات الإرهابية التي ستظهر في المستقبل ستكون أكثر تراجيدية من القاعدة والدولة الإسلامية ».
تجدر الإشارة إلى أنه مصالح الاستخبارات الإسبانية وربما بتعاون مع نظيرتها المغربية اكتشف مخبأ للأسلحة تحت الأرض بإحدى الضيعات القريبة من حي « البرينسيبي » بمدينة سبتة المحتلة، ومعها علم صغير لما يسمى الدولة الإسلامية.