سبعة مؤشرات مقلقة..

26 أغسطس 2016 - 22:00

كثيرة هي المؤشرات المقلقة التي ترتسم في الأفق السياسي المغربي تدفع المراقب إلى الخوف على التجربة الديمقراطية الهشة في البلاد، والخوف من الرجوع إلى الوراء، وإغلاق القوس الإصلاحي الذي فتح قبل خمس سنوات… إليكم بعض هذه المؤشرات التي تعزز انطباع الخوف على التجربة الحالية:
-1 إنزال العتبة الانتخابية إلى 3‏٪ مقدمة لبلقنة المشهد الانتخابي، وإعادة الحياة إلى الأحزاب الاصطناعية وإلى استعمال الأموال لشراء الأصوات.
 -2 عرقلة التسجيل الإلكتروني في اللوائح الانتخابية بطلب من البام والاتحاد، ما أدى إلى عزوف الشباب عن التسجيل، وهذه العرقلة من قبل وزارة الداخلية تسببت في نزول حاد لمعدل التسجيلات الجديدة في اللوائح الانتخابية، حيث انتقلنا من مليون و900 ألف طلب تسجيل جديد في شتنبر 2015 إلى 500 ألف طلب تسجيل جديد في غشت من هذه السنة، وهو مؤشر على احتمال نزول معدل المشاركة في الانتخابات التشريعية يوم 7 أكتوبر.
-3 منع حزب العدالة والتنمية من التجمعات الجماهيرية ولقاء الناس، ومن مساعدة المواطنين في التسجيل باللوائح الانتخابية، في خرق سافر للأدوار التي أوكلها الدستور إلى الأحزاب السياسية.
-4 اللغة الحربية التي صيغت بها بلاغات الداخلية الثلاثة ضد حزب رئيس الحكومة، في سابقة من نوعها، لم يقم بها حتى إدريس البصري في أوج قوته وتسلطه عندما كانت الداخلية أم الوزارات ومطبخ السياسات (بلاغ خدام الدولة، بلاغ منع استطلاعات الرأي، ثم بلاغ غرق مناضل البيجيدي في الراشيدية).
-5 تضخيم بعض الأخطاء والتجاوزات التي يسقط فيها سياسيون أو دعاة قريبون من حزب العدالة والتنمية، كما وقع مع نازلة الشوباني والـ200 هكتار، وفضيحة فاطمة وعمر على شاطئ المنصورية، ما يعطي الانطباع بأن هناك من يضع إطارا سياسيا وإعلاميا وسيكولوجيا بطريقة «محترفة» لكي تدخل فيه هذه الأخطاء الشخصية، وتتحول إلى حملة سياسية تستهدف طرفا سياسيا مغضوبا عليه.
-6 إقدام وزارة الداخلية على توقيف كل مشاريع التنمية في الجماعات المحلية، حتى تلك التي انطلقت قبل شهور من انطلاق الحملة الانتخابية، بدعوى الخوف من توظيفها انتخابيا من قبل الأحزاب السياسية، والجميع يعرف أن الذي يقود أهم الجماعات المحلية ومجالس المدن الكبرى اليوم هو حزب البيجيدي، وهذا معناه حرمان كتيبة العمداء ورؤساء المجالس البلدية من تقديم خدمات عادية أو استثنائية إلى المواطنين مخافة ازدياد شعبية المصباح.
-7 زيادة الإشارات الدالة على وجود رعاية من السلطة لحزب الدولة، وذلك من خلال حضور الأنشطة والسفريات الرسمية، والانزعاج من حديث بنكيران المتكرر عن التحكم وازدواجية السلطة في المغرب (حكاية الدولتين)، ومحاولة تصوير كل هذا على أنه نهاية قبل الأوان لهذه الحكومة وللحزب الذي يقودها، على اعتبار أن نتائج صناديق الاقتراع ما هي إلا عنصر مكمل لإرادة أخرى هي التي تقرر في من يحكم أو لا يحكم.
كل هذه المؤشرات وغيرها ترسم، في النهاية، صورة واحدة، وهي أن السلطة خائفة من نتائج صندوق الاقتراع، وأنها لا تحتمل وجود حزب مستقل وذي شعبية كبيرة في الشارع حتى وإن كان محافظا ومواليا، وليس في برنامجه ولا ثقافته مراجعة أسس النظام السياسي، أو طريقة عمله لتصبح برلمانية وليس رئاسية، كما هو حاصل الآن.
إن خطاب بنكيران أصبح مزعجا لأنه يتكلم لغة الصراحة مع الناس، ولأنه لم يهمل الحزب الذي يرأسه، وبقي يتعهد التنظيم طيلة خمس سنوات نهاية كل أسبوع، ولم يدخل المصباح إلى الثلاجة، كما فعل عبد الرحمان اليوسفي مع حزبه عندما وصل إلى الحكومة، ثم إن بنكيران أمسك العصا من الوسط، فمن جهة، اتخذ قرارات صعبة في صالح الدولة وتوازن ماليتها وضد رغبات المواطنين (إصلاح التقاعد، إصلاح المقاصة، إلغاء التوظيف المباشر، تقليم أظافر النقابات وتقليل الإضرابات القطاعية)، ومن جهة أخرى، بقي قريبا من الشعب ومن فقرائه، مرة بالخطاب وسلاح التواصل الذي يتقنه أكثر من غيره، ومرة ببعض المبادرات الرمزية مثل زيادة منحة الطلبة وعدد الممنوحين، وإقرار دعم مالي للأرامل والمعاقين، وتوسيع التغطية الصحية، وتنزيل قرار التعويض عن البطالة، وتخفيض ثمن بعض الأدوية.
الإصلاح ليس تكتيكا.. الإصلاح خطوات صغيرة لكنها واثقة نحو التغيير، وعندما يصير الإصلاح تكتيكا للالتفاف على التغيير يصبح أداة من أدوات التحكم والسلطوية، ويزيد من تعقيد الأزمة.. أزمة الثقة في الدولة، وفي المستقبل، وفي صندوق الاقتراع، وقدرته على إفراز نخب جديدة ومشاريع جديدة وآمال جديدة.
لقد أعلن الجالس على العرش، بكل صراحة ووضوح، أنه يقف على المسافة نفسها بين كل الأحزاب المتنافسة أو المتصارعة على المرتبة الأولى في الانتخابات، وبقي على أدوات السلطة أن تترجم هذه الإرادة الملكية، وأن تترك أجهزة الدولة نظيفة ومستقلة ومحايدة وفي خدمة كل المغاربة.
لا يمكن أن تنظم مسابقة رياضية للعدو، ثم تطلب من أحد المتنافسين الركض برجل واحدة، وحتى إن قبل هو مذعنا للأمر الواقع، أو يقينا بأن خصومه ضعفاء، فإن الجمهور لن يقتنع بأنه أمام لعبة نظيفة وتنافس حقيقي. بعض الجمهور سيشجع العداء «بورجيلة وحدة» لأنه مظلوم، حتى وإن لم يكن من معجبيه، وبعض الجمهور سيغادر الحلبة لأنها لم تعد تغري بالمتابعة، وفي النهاية سيجد الجميع أنفسهم خاسرين… ما ينطبق على الرياضة ينسحب على السياسة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المدني منذ 6 سنوات

لان الاولى منسجمة مع نفسها والثانية مضللة !!!وجب التنبيه فقط لما وقع خلط في ترتيب المعنى والسلام

الوازاني سهيل منذ 6 سنوات

Bien vu, Rien à ajouter.

الوازاني سهيل منذ 6 سنوات

وزير الداخلية لا يتحكم فيه رئيس الحكومة، فهو يختلي بالقصر ومستشاريه دون إخبار رئيس الحكومة. مادام وزير الداخلية يمتثل لأوامر المخزن عوض رئيس الحكومة فلا يجب ان نتغنى بالديموقراطية

0 siyassa منذ 6 سنوات

mafhemtch ana bnadem premier ministre , w taygoulik kayen gouvernement akhor !!! 3la malk nta mounika wla poupiya , dir khdemtek w gouverni nta nite !! w discourdes elections koulou taybkiw had l PJD 7agrina !! chkounahouma li 7agrinkoum ?!!!! yak ntouma l gouvernement !!!!!! w yak wizarate dakhilia tab3a lel 7oukouma !!!!!! l7ma9 m3a had ls terroristes dl PJD w safi !!!!

أحمد قزبري مدير مكتب المصاحبة منذ 6 سنوات

لما كنت تعلم بكل هدا لماذا لم تطلب من حزبك عفوا الحزب المحبوب الانسحاب من الميدان؟ بهدا سيحرج من يتحدث عليهم. اسأل الحزب المسكين لماذا لم يحارب الفساد وهده الأشياء طوال خمس سنوات. بل لمادا لا تنشر ما يصلك أنت من فساد؟

متتبع منذ 6 سنوات

مشوار الديمقراطية ليس بالطريق المعيد أمام كل العراقيل التحكمية فلتهنأ نفوس اعتادت التحكم ولتعرف الشعب سيقول كلمته لا للتراجع عن تجربة أعطت بريقا من الامل للتغيير المنشود ...تحية لصاحب المقال على طرحه المتميز ان

حبيب كناني منذ 6 سنوات

تحليق منطقي دقيق اللهم لطفك بهذا البلد

abdou منذ 6 سنوات

لو كان تنافس احزابنا على اختلاف توجهاتهم ،شريفا لكان نتافسا في خدمة المواطن ، لكن للاسف هم لا يتنافسون الا لخدمة مصالحهم. القران الكريم وضع لنا اسس لكل شيء ، لكن بما اننا نخاف من الاحزاب ذي المرجعية الاسلامية و ننعتها بالرجعية و التخلف و الارهاب...اذن لناخد العبرة من ديموقراطية الغرب ( المصطنعة) ، انضرتليهم الان لناخد امريكا على سبيل المتال الكل يتنافس و يهاجم بعضهم بعض، لكن في النهايةالرابح و الخاسر من في الرءاسة و من في المعارضة الكل يهب لخدمة المواطن و خدمة مصالح الدولة.

شعيب زردومي منذ 6 سنوات

أنا أعتقد أن بن كيران لن يفوز بهذه الإنتخابات ،وذلك نظرا للإعتبارات التي ذكرتها ،إضافة إلى السياق العام الذي يشهده الربيع العربي إننا في مرحلة الثورة المضادة.

طنجاوي منذ 6 سنوات

انا لا انتمي الى اي حزب وكنت امارس واجبي الوطني واصوت على من اراه الاصلح في كل الانتخابات ولكن الآن مللت وفقدت الامل في الإصلاح فقررت ان لا اصوت بعد الآن الا ادا توفرت الشروط الآتية : - ان ترفع وزارة الداخلية وصايتها على الاحزاب ان تشكل هيءة مستقلة لإدارة وتتبع الإنتخابات ان يعاد النضر جذريا في قانون الإنتخابات و التقطيع الانتخابي وكدا طريقة الإنتخاب والترشح في الإنتدار لن تقبل اي وعود او شعارات رنانة أو حكم ومواعض على ديمقراطية البلد الا ان نرى بالملموس إرادة الدولة و نيتها الصافية لترك الشعب الإختيار والسلام

الشيظمي الغيور منذ 6 سنوات

لانخاف على هذا الوطن مادامت فيه أقلام حرة موضوعية تنتقد الواقع السياسي بمنهج علمي موضوعي.تحية لك سيدي بوعشرين وتحية لكل شرفاء هذا الوطن

zainane منذ 6 سنوات

Il ne faut pas oublier que ce gouvernement a massacré la classe moyenne,premier vecteur à croître la consommation .Toutes les mesures prises vont à l'encontre du pouvoir d'achat.Néanmoins,Benkirane pourrait avoir une autre chance pour redresser la situation envers la classe moyenne :abattement significatif de l' IR;d'ailleurs l' UNTM du temps de M.Yatim ne cessait de demander cet abattement. Mais la question qui se pose ,est-ce que le nombre des voix pro-PJD cette année sera le même qu'en 2011.Les circonstances ont bien changé.

Houcine منذ 6 سنوات

Analyse pertinente. On ne peut qu'être d'accord avec vous.

AHMED منذ 6 سنوات

المهم الطبقة المتوسطة لن تصوت لا لهدا او لداك و الايام بيننا

سامحي احمد منذ 6 سنوات

تحليل رزين وصاءب من متتبع ومحلل موضوعي بارع وذكي. تحياتي للصحافي الوطني الصادق السيد بوعشرين.

antiterroriste منذ 6 سنوات

la question la plus importante ; au cours du petit déjeuner ,ily avait uniqument de l'huile d'argan ou aussi de l'huile d'olive ?

عبد المجيد العماري منذ 6 سنوات

الدولة غير الديمقراطية التي لا تنظم الإنتخابات أفضل بألف درجة من الدولة غير الديمقراطية التي تنظم الإنتخابات،لأن الأولى مضللة،والثانية منسجمة مع روحها ويسهل إصلاحها.

المدني منذ 6 سنوات

دءب الراسخون على تشبيه اللعبة الانتخابية بلعبة الورق على طاولة البوكير وليس بالمسابقة الرياضية التي تتميز بالنبل والاخلاق والروح الرياضية وكل معاني السمو ونكران الدات بينما الانتخابات ليس فيها اخلاق وقبل ان يجلس اي لاعب الورق حول طاولة القمار ينبغي عليه قبول قانون اللعبة الدي سبق هندستة بطريقة تجعل الرابح هو من تفرضه المصالح ان يكون رابحا وبالرجوع الى مصالح بلدنا فانها تفرض ملاءمتها مع الظروف الخارجية والتغيرات المحيطة اكثر من الاستجابة الى رغبات حزب معين او ارادة الصناديق والله اعلم

ahmed منذ 6 سنوات

50.000.000 س كافية لدفع المواطنين للجلوس في منازلهم بدل الذهاب الى صناديق الاقتراع.لسان حال المسؤولين بما في ذلك بنكيران يقول اللي تخليك خليها. بناقض من هاذ الديمقراطية اللي ما تحققش داكشي اللي بغي(نا).

عبد النور منذ 6 سنوات

الخوف على التجربة الدمقراطية اضن ليس بجديد ! و الهشاشة قديمة ليست مبنية على اسس متينة . تدكر معي الاخ سمحمد الفرصة الحقيقية وًالتاريخية ضاعت او ضيعها علينا الاتحاديون يتوواطءهم مع السلطة لما نودي عليهم لاول مرة في عهد الحسن التاني ! و ينسى الكل ان بلقنة اامشهد السياسي مصدره الاحزاب و المخزن سويا . يجب حل معضلة البلقنة و لنتحذث بعد على الدمقراطية

الهام منذ 6 سنوات

أحسن مقال قرأته تحليل منطقي وواقعي

antiterroriste منذ 6 سنوات

d'après les commentaire publiés , on constate que le père de achrine a un égo surdimensionné . le projet des frères terroristes musulmans ne passera pas au maroc . est ce qu'il y avait rapport sexuel ou non ?moi , je crois que c'est une fellation

ali mrabet منذ 6 سنوات

هذه هي الحقيقة للاسف اعلنها حربا شرسة ومن وراءه كل تماسيح وعفاريته تف تف تف

مغربي حتى النخاع منذ 6 سنوات

مقال رائع ، اصاب المشكل في العمق ما نراهن عليه هو يقظة المواطن تجاه الخطط الجهنمية التي تحاك لضرب المغرب في عمقه حفظ الله هذا الوطن من كل سوء

مغربي حتى النخاع منذ 6 سنوات

مقال رائع وتعليق اروع

أمين منذ 6 سنوات

رائع جدا كالعادة

عبد الودود منذ 6 سنوات

مقال في الصميم أحسنت أخي

Hamza benniss منذ 6 سنوات

لا يمكن أن تنظم مسابقة رياضية للعدو، ثم تطلب من أحد المتنافسين الركض برجل واحدة، وحتى إن قبل هو مذعنا للأمر الواقع، أو يقينا بأن خصومه ضعفاء، فإن الجمهور لن يقتنع بأنه أمام لعبة نظيفة وتنافس حقيقي. بعض الجمهور سيشجع العداء «بورجيلة وحدة» لأنه مظلوم، حتى وإن لم يكن من معجبيه، وبعض الجمهور سيغادر الحلبة لأنها لم تعد تغري بالمتابعة، وفي النهاية سيجد الجميع أنفسهم خاسرين… ما ينطبق على الرياضة ينسحب على السياسة.

العروصي المرضي عثمان منذ 6 سنوات

ربما هو العداء للإسلام السياسي، تلك الخلطة التي تم توظيفها لامتصاص زخم الربيع العربي، وتم القضاء على معظم تلك التجارب في جل الأقطاب العربية والإسلامية بدعم من دول الخليج، التي ترى في الإسلام السياسي خطرا يتهددها، فلعل تعميق الشراكة المغربية مع مجلس التعاون الخليجي كان على حساب التضييق على حزب العدالة والتنمية، الذي أصبحت شعبيته المتزايدة تقلق كذلك المتحكمين في الحياة السياسية المغربية.

الياس بنكيران منذ 6 سنوات

على من نصوت؟ على أحزاب فقدت شرعيتها. زعماء أحزاب لاهم لهم إلا التقوت من فتات المخزن. لن نصوت وليفعلوا ماشاؤوا.

اتاي بالنعناع منذ 6 سنوات

رغم كل هذه العراقيل والمفخخات التي توضع في طريق الاصلاح،ستنتصر ارادة هذا الشعب العظيم طال الزمن ام قصر، وستعود الجرذان الى جحورها المظلمة لانها لاتستطيع العيش في ارض اشرقت فيها شمس الحرية.

ملاحظ منذ 6 سنوات

زيرو ميكا..زيرو كريساج..زيرو صونداج..زيرو ميداليات... زيرو ديموقراطية..الله يحد الباس والسلام.

rabah منذ 6 سنوات

الحديث عن الديموقراطية –مهما كان حجمه وعمقه ¬ ¬¬- ¬لا يعني ان هناك ديموقراطية , لا هشة ولا صلبة . ويطمئن الحالم والآمل والمتفائل النفس بوجود مؤسسات , ولكن الواقع ان هناك هياكل مشخصنة ... الدستور الحالي لم ينزّل سوى في الاجزاء التي قوت وعززت واكدت وابرزت ووطدت وقدست سلطات الملك , بما فيها تلك التي يمارسها بواسطة "خدام الدولة". وظل رثيس الحكومة مجرد وزير أول , متميز عن كل سابقيه بحيويته وتنشيطه للكلام السياسي. فهذه هي بعض المؤشرات الدالة على أن الشروط والظروف والاوضاع الحالية المتخلفة والمختلة لا تعطي الامل في قيام نظام ديموقراطي فعلي في المغرب في الامد القريب والمتوسط واما انزال العتبة وتقليص المسجلين في اللوائح الانتخابية , لا تغير من موقف اغلبية المسجلين وغير المسجلين الذين يسخطون على الاوضاع , ولا يصوتون . وستكون نسبة المشاركة ضعيفة , كما الحال في دول ديموقراطية , ومع ذلك , ستفرز أغلبية واقلية , وسيتصدر احد الاحزاب المرتبة الاولى , وقد يطلع البجيدي اولا , اذا التزم بالتصويت عليه اعضاؤه وانصاره والمتعاطفين معه والمقتنعين بجدارته والمفضلين له ممن لا يجدون بديلا له. واما اتهامات السلطة له وتوريط بعض اعضائه , والتحيز لغيره , هي سلوكات وتصرفات طائشة , ألفها المواطنون , وقد تخدم الحزب . المشكلة ,فعلا ,أن الدولة العميقة لا تقبل بهيمنة قوة سياسية واكتسابها لعامة الشعب وخاصته ,ولذا فهي لم تفتح ابدا قوس الديموقراطية حتى تعمل اليوم على غلقه. وكم اعطى الملك من تعليمات حول نزاهة الانتخابات وغيرها من الامور , ولم تنفذ .. الخلاصة , ان البجيدي , رغم منع استطلاعات الرأي , هو الذي سيتصدر الانتخابات , وحتى ان احتل الصف الثاني , فقد اصبح رقما لا تستغني عنه الدولة العميقة بسهولة ... فبوجود البجيدي في الحكومة المقبلة او عدم وجوده , لا امل في قيام نظام حكم ديموقراطي حق , كما ان الوحدة الترابية للمغرب ستكون الشغل الاول للبلاد في السنة المقبلة , وسيحتاج المغرب الى كل القوى السياسية بدون استثناء لمواجهة المخاطر

متتبع منذ 6 سنوات

أحسن مقال أقراه....تحليل منطقي علمي موضوعي....تحية للرائع بوعشرين اصبت كبد الحقيقية.....قلم مميز في زمن الرداءة والصف الصفراء

حمادي فرنسا منذ 6 سنوات

صدقت يا سيدي في كل ما تقول. سياسة صناع القرار الاشباح او السريين او سميهم ما شئت لا يريدون و لا يقبلون ان تفرز الصناديق حزبا واحدا ذا اغلبية برلمانية حتى يحكم بمعنى الكلمة و يطبق برنامجه بالكامل كما هو الحال في الغرب و لكن يريدون حكومات ضمت تسعون رقعة مشكلة الألوان مختلفات لا تقدم و لا تؤخر و حسبنا الله