قراءة سريعة في رسالة 7 اكتوبر الى من يهمه الامر

08 أكتوبر 2016 - 18:23

يوم 7 اكتوبر اكثر من رقم ،واكثر من تاريخ، واكثر من انتخاب، انه نقطة تحول فارقة بين مرحلتين، بالنسبة حزب العدالة والتنمية ربح رهان إكمال الاصلاحات التي بدأها، وربح ثقة كبيرة من المواطنين الذين صوتوا له وأعطوه المرتبة الاولى في انتخابات الجمعة، رغم كل القصف الاعلامي والسياسي والاخلاقي الذي تعرض له منذ خمس سنوات والى اخر لحظة قبل اقفال صناديق الاقتراع، وهذا له معنى واحد، ان بنكيران استطاع بحسه التواصلي وذكائه السياسي ومصداقيته ان يقنع الناخبين بخطورة مشروع التحكم. ولهذا حسن من أرقامه الانتخابية وانتقل من 107 اصوات الى 125 مقعدا في مجلس النواب، ولو لم تضع وزارة  الداخلية عراقيل عدة امام الحزب قبل الانتخابات وبعدها، لكان حصل على اصوات اكبر، لكن مع ذلك فقد سقطت فرضية التصويت العقابي ضد حزب بنكيران الذي قاد الحكومة لمدة خمس سنوات في ظرف صعب للغاية، وقام بإصلاحات قاسية لكنها ضرورية مثل المقاصة والتقاعد لكن يبدو ان المواطنين تفهموا هذا الامر بل وثمنوا هذه التضحية من قبل بنكيران ، وبهذا سيتجه بنكيران بعد تجديد الثقة فيه من قبل الملك الى تشكيل حكومة جديدة ببدائل كثيرة .

من جهة اخرى يبدوا البام ورغم انه تعرض الى عملية دوباج قوية، قد فقد البوصلة السياسية لانه حزب خلق للحكم وليس للمعارضة، وانه خارج المعارضة المنبرية في البرلمان لا يستطيع ان يقود احزاب المعارضة الى تشكيل بديل سياسي للحكومة او للحزب الذي يقودها، مادام الجرار قد لخص هويته في تشكيل الة انتخابية بدون هوية ايديولوجية ولا مشروع سياسي. وان كل وظيفة اصدقاء الياس العماري في هذه المرحلة ان يزاحم العدالة والتنمية على أصواته المستحقة، وقضم اصوات اخرى من احزاب الحركة الوطنية، وخاصة الاتحاد والاستقلال والتقدم والاشتراكية، لكن موقعه في الساحة السياسية سيُصبِح محل سؤال عندما تقتنع الدولة ان الرهان على التحكم صار يعطي نتائج عكسية وان رجل المجتمع كبرت على الحذاء الخشبي الذي وضعت فيه …

لسنا ازاء تقاطبية حزبية حقيقية لان البام يمثل واقع انتخابي وليس حقيقة سياسية، وهو لا يؤطر فئات معلومة في المجتمع، ولا يمثل شريحة محددة، وان رهانه على الاَلات الانتخابية يجعله حزبا اداريا على النمط القديم، رغم وجود بعض الرؤوس اليسارية في قيادته بعكس حزب العدالة والتنمية الذي يتوفر على تنظيم وخطاب ومشروع سياسي محافظ يلتقي مع اختيارات الموسسة الملكية وحتى وان كان المصباح يفتقر الى اطر مجربة ونخب اقتصادية.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

حنان منذ 8 سنوات

الشعب هو من اختار الان على الاقل على حزب محدد.اما 20فبراير لم نسمع الا لجماغة تتكلم كلام لم يفهمه الكتير .والمهم نبحت عن من يخدم مصالح الناس والبلد.ولا يصح الا الصحيح

في التاريخ عبرة ... منذ 8 سنوات

7 أكتوبر لا تمثل شيئا أمام 20 فبراير ، لقد كانت 20 فبراير لحظة فارقة في تاريخ المغرب ، 70 مدينة وقرية تقدمت بأمواج بشرية لم يشهدها تاريخ المغرب من هذه اللحظة بدأ التحول ، لهذا ما يأتي من بعد مجرد ارتدادات ستظل قائمة في الزمن ، ولن تكبرها أية لحظة كيفما كانت لأن حركة 20 فبراير كانت هي الشعب بكل أطيافه وتلاوينه كانت هي الشعب بكباره وصغاره بنسائه وشبابه ورجاله . وبعفويتها وصدقيتها صنعت للمغرب طريقا ومجدا وتاريخا يريد ان يغتصبه من ارتكنوا الى الهامش قالوا بأنهم لم يسمعوا من هذا الشعب غير الغيطة والطبل . حركة 20 فبراير لم تكن حزبا معارضا من اجل الابتزاز ولا حكومة للتشكي والمظلومية والبكاء ... فمهما كبر الحزب فلن يتجاوز الشعب ، الشعب هو الذي يصنع التاريخ ويخطه بمداد الإرادة ، فكم من أحزاب صفق لها الشعب ، لكن حينما قرر ان يرميها إلى مزبلة التاريخ كان له ذلك ، وفي التاريخ عبرة ، هذه رسالة إلى من يهمه الأمر ، فلا يتوهم احد انه اكبر من الشعب ...

التالي