تفاجأت، مثل غيري، بفوز المرشح الجمهوري المثير للجدل والتساؤلات، دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الثلاثاء الماضي. وأعجبني خطاب الهزيمة الراقي، الذي ألقته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وسط أنصارها. وانخرطت بيني وبين نفسي في ذلك التمرين المضني جدا، أي محاولة إيجاد مسارب توصل إلى تفسيرات، أو بالأحرى تبريرات، مقنعة، بل مرضية فقط، تخفف من تيه الحيرة الذي يعتريني: لماذا أولي كل هذا الاهتمام – بغض النظر عن مهنتي التي تفرض عليّ ذلك- للانتخابات الأمريكية رغم أن مصير المتبارين فيها تحدده رهانات داخلية صرفة تهم الحياة اليومية للمواطن الأمريكي، ولا أشكل فيها (ولعل كثيرا مثلي) حتى مثقال ذرة في اهتمامات المنخرطين فيها؟
صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية، قوة عظمى وتتربع على عرش الكوكب منذ الحرب العالمية الثانية، ولها تأثير لا تخطئه العين على مصائر البلدان والشعوب القريبة منها أو البعيدة. وصحيح أيضا أن الحضور الطاغي لأمريكا وقادة أمريكا في مختلف وسائل الإعلام، يجعلهم يغزون يومي- وأيام كثير من المغاربة – بليله ونهاره.
هذا التبرير لا يرضيني تمام الرضا. فلأمريكا وقادتها حضور مهم أيضا حتى في البلدان المتقدمة وتخصص فيها القنوات والصحف والمواقع متابعات خاصة ومكثفة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن مواطنيها لا ينشغلون كل هذا الانشغال بنتائج السباق نحو البيت الأبيض.
لا شك أيضا أن هذا الاهتمام الطاغي من مظاهر النظرية الخلدونية الثاقبة التي تقول إن المغلوب يقلد الغالب. فنحن مجتمع مغلوب على أمره، وبالتالي فهو يميل إلى تقليد المجتمع الغالب في ملبسه وكثير من طرق عيشه، وحتى في كثير من الاهتمامات التي تشغله. ولكن هذا التقليد هو من باب المحاكاة السطحية لذلك المجتمع، وليس بغاية معرفة ميكانزمات اشتغالها ومحاولة استيعابها واعتمادها، أو بالأحرى محاولة الاستلهام منها.
في تقديري هذا الاهتمام الذي وجدتني أوليه – أنا وكثير من المغاربة- للانتخابات الأمريكية، وقريبا سنوليه للانتخابات الرئاسية الفرنسية، له جذور أعمق. فالكائن المغربي ينشغل بقضايا المجتمعات الأخرى، التي لا يعرف بعضها حتى موقعه على الخريطة، لأنه يحس ويدرك أن لا سلطة له على قضاياه هو، ولا قرار له فيها.. يعرف أن القضايا التي تمس حياته ويومه من قريب لا يسمح له بالقرار فيها، أو حتى إن استشير فيها فلا يأخذ كثيرا برأيه.
إن هذا الاهتمام بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وغيرها من القضايا الدولية، هو نوع من الهجرة الرمزية يُقدِم عليها المغربي هربا من سلطة ومجتمع ينكران عليه فردانيته، ويصران على اعتباره مجرد لبنة صماء في جدار الجماعة.. الجماعة التي تكمم فمه وتحوله فقط، إلى مجرد صدى لصوتها.
شريط الأخبار
الجامعة تعلن عن نقل مباريات المنتخب المغربي إلى وجدة بعد إغلاق ملعب أكادير
الأسبوع المقبل تنطلق الدورة 22 من مهرجان البولفار بمشاركة 530 مجموعة موسيقية
4 قتلى في إطلاق نار بمدرسة ثانوية في جورجيا الأمريكية
اهتمام بالإنتاج السينمائي المغربي في مهرجان موسترا بالبندقية
اقتراب موعد عرض فيلم « الهاربون من تندوف » في القاعات السينمائية المغربية
القاعات السينمائية المغربية تستعد لاحتضان « على الهامش »
جميلة البدوي رفقة فنان هندي في « ديو » جديد
بداية تصوير عدد من المسلسلات والأفلام لصالح القناتين الأولى والثانية
سينما الجبل… أوزود تحتضن الدورة الثانية لمهرجانها الدولي السينمائي
سيتكوم »التيساع في الخاطر » يجسد تحديات العائلات المغربية في قالب فكاهي