التوافق الصعب

24 نوفمبر 2016 - 10:31

القانون الأسمى في الدولة « الدستور »، وهو الذي يحدد قواعد العملية السياسية، أو بتعبير آخر هو الذي يحدد القواعد التي يعتمد عليها المجتمع ليفهم من يتخذ القرار؟ وكيف يتخذ القرار؟ وكيف تتوزع السلطات؟
هذه القواعد لا تكون دائما واضحة، ويحتاج المجتمع إلى من ينير له طريق الفهم في إطار القواعد التي تحترم ذكاءه وتحترم كرامته أيضا.
قواعد العملية السياسية قد تكون صريحة وقد تكون ضمنية، قد تكون نتيجة شكل من أشكال التوافق بين أفراد المجتمع والقوى الفاعلة فيه، وقد تكون نتاج الأمر الواقع.
وإذا كانت نتيجة الأمر الواقع، فينبغي أن يحصل التوافق حولها بشكل حقيقي حتى تستقر في الضمير الجمعي لأفراد المجتمع بشكل لا يقبل الارتداد أو النكوص.
وهذه المهمة ينبغي أن يساهم فيها الجميع، وخاصة أصحاب الرأي من ذوي الاختصاص، الذين ينبغي أن يكونوا أحرص الناس على احترام روح الدستور وشكلياته..
لا أريد أن أعلق على بعض « الآراء » الغريبة لبعض الزملاء الذين أخذوا على عاتقهم مهمة التنظير للخروج من « إكراهات » تشكيل الحكومة الجديدة، ولكن لابد من تسجيل ملاحظة كبيرة لا تخلو من حسرة ممزوجة بالإحباط من نخبة تفتقر إلى الثقافة الديمقراطية وتسجل تخلفها الكبير عن واجب المرحلة.
لكن، من الواجب القول بأن الدستور واضح في ربط موقع رئاسة الحكومة بأصوات المواطنين، ولا يمكن أن نبحث عن حلول سهلة بالدوس على هذه القاعدة المركزية في النظام الدستوري. بل وصل الأمر ببعضهم إلى الدعوة بصراحة إلى الانقلاب على نتائج الانتخابات من خلال إقحام بعض التأويلات المتعسفة للفصل 42 من الدستور، وللمهام العظمى الملقاة على عاتق الملك باعتباره رئيسا للدولة، في تجاهل تام للإرادة المعبر عنها من السلطة العليا في البلاد بأن الاختيار الديمقراطي هو خيار دستوري لا رجعة فيه، وفي تجاهل مقصود للفقرة الثالثة من الفصل نفسه، التي تؤكد بأن الملك: « يمارس هذه المهام، بمقتضى ظهائر، من خلال السلطات المخولة له صراحة بنص الدستور »….
في اعتقادي الشخصي، إن مسلسل تشكيل الحكومة في ظل نظام انتخابي يكرس البلقنة ولا يسمح بترجمة الأصوات إلى مقاعد بالعدالة اللازمة، وفي ظل منظومة حزبية تمتح من ثقافة ما قبل دستور2011، سيتطلب زمنا سياسيا معينا، قد يطول وقد يقصر حسب نجاح الأطراف المعنية في بناء التوافقات المطلوبة وتجاوز هذه الصعوبات، وهي صعوبات سياسية بطبيعتها، والمخرج منها لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، بعيدا عن أي تأويلات « دستورية » متعسفة، وفي احترام تام للإرادة المعبر عنها في انتخابات السابع من أكتوبر، وفي تكريس حتمي لثقافة التوافق الحقيقي الذي يستحضر التحولات الاجتماعية والسياسية، ويستحضر الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بِنَا، ويستحضر كرامة المواطن المغربي أولا وأخيرا..

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

العقاد منذ 7 سنوات

يا عزيزي الدساتير يستنبطها الحكماء من الهواء الذي يستنشقه الشعب ويكتبونه على شكل دواء لعلاج أمراض البلد لهذا ليس عيب بأن نعدل إعوجاجات دستورنا الفتي ونجعله يواكب احتياجاتنا ولا نترك فيه مسلكا للطفيليات وشكرا

عمر منذ 7 سنوات

كل دول العالم التي تحترم شعوبها وتحترم القانون بدات في اصلاح صناديق التقاعد عشر سنوات مظت،،،،وفي المغرب جلسنا نتحدت لعشر سنوات ونخبـّر على بعضنا البعض احلام وووو ولكن الواقع ان هده الصناديق متوجهة الى الافلاس وما ادراك الافلاس،،،،الطامة الكبرى ،،،،ولكن السيد بنكيران قام بالخطوة الاولى،،،،اتطن ان هدا المشكل انتهى،،،،ابدا،،،ولا بد من اصلاح جميع الصناديق ولابد من حل شمولي،،،،نعم المواطن سوف يشتغل اكتر،،،،هدا افضل من ليس هناك بصندوق لتسديد التقاعد،،،،،،يجب علينا التحلي بالواقعية ونبتعد من ان الدولة سوف تعطينا كل شيء بالمجان،،،،،

ركراكة منذ 7 سنوات

م كاينش معا من م كاينش.

rachid منذ 7 سنوات

و هل مازلنا تنتظر التغير من خدام المخزن؟ العدل و الاحسان هي المعارضة المنظمة الوحيدة ذات مصداقية بعد تدجين الاعدالة ولا تنمية "بنكيران حكار، ومرر قانون الاصلاح ضد الفئات الضعيفة في البلاد"

مكي بقا غير المعقول منذ 7 سنوات

ان المعظلة الكبرى في بلدنا العزيز تتمركز عند النخبة القيادية للاحزاب السياسية التي توجد على الساحة،،رداءة في تطبيق الدمقراطية داخل احزابهم، ضعف ان لم اقول لا وجود لرءية واضحة للدفع بما جاء به الدستور وتنزيله على ارض الوافع،السعي الى المناصب لكي تستفيد،،،،باك صاحبي،،،،،،عندنا البام وما ادراك الجرار والكل يعلم مهمته،،،،وبعد دالك الا حرار وما هم باحرار، ولقد جاءوا بزعيم جديد الدي ليس الا بجوكير الا يادي الخفية،،،،اما الحصان والسنبلة،،،فحدت بلا حرج والله لا اعرف محلهم في الاعراب،،،،اما الا تحاد لقد ابتلا ه الله باكبر مخلوظ في السياسة المغربية،،،واطلب من الله الفرج لحزب الههدي، وعبدالرحيم و عمر وووو ولكن هدا زمن الشمات،،،،اما الاستقلال يبدوا انه بدء يسترجع استقلا يته،،،،ولكن عليه ان يتخلص ممن اضعفه و اوصله الى هاده الحالة البءيسة، اما الرفيقة منيب فعليها بالنقد الداتي لكي تقدم برامج موضوعية وان تبتعد من النخبة اليسارية الرادكالية،،،،،الان مع رفاق االرفيق بنعبدالله لقد فاجوءوا المغاربة اتمنا ان يستمروا في خطهم لان مساهمتهم في ترسيخ الدمقراطية لا يستهان به، واخيرا حزب الاستاد بنكيران واخوانه،،لقد ابهروا المغاربة ،،،هزموا الدولة العميقة، والتحكم، والاعيان، والمال،،،،وحاليا اتبتوا للجميع انهم اوفياء للعهد،،،،لقد لقنونا دروسا في القيم والاستقامة،،،،،واغراس ديال المعقول الدي كرسه المرحوم باها وليس اغراس اغراس ديال السيد اخنوش،،،،لان نحن الشلوح نقول اسي لان مناون نغراسن ،،،ودفلكنين د وليخشننين،،،،،،لقد اشرت الى تمانية احزاب فقط من اصل 30 حزبا شاركت في الانتخابات،،،،عفوا،،،،في البلقنة،،،،لكي يتدخل التحكم،،،،،رغم رساءل الملك نصره الله التي تاكد ان لا بديل للخط الدمقراطي الدي انطلق في 2011.

Fathi Kamal منذ 7 سنوات

مقال في الصميم ردا على أدعياء القانون الدستوري

مصطفى منذ 7 سنوات

لقد التجأ فرد من هذا المجتمع إلى أحد أهل الإختصاص لكي ينير له الطريق ويشرح له المنهجية التي يتبعها السيد بنكيران من أجل تشكيل الأغلبية الحكومية. ماذا كان رد هذا الفاهم الذي يدعي احترام ذكاء وكرامة المواطن ؟ عَيَّرَني بالجلوس في المدرجات والاكتفاء بالتفرج على المناضلين مثله الذين يوجدون في ميدان المعركة ونصحني بنبرة فيها شيء من السخرية والتحدي بتأسيس حزب لترجمة ما أومن به على أرض الواقع !!! أنا لم أقم بتأويل فصول الدستور لجهة معينة، أردت فقط أن أفهم فكانت السخرية والسب المبطن من نصيبي. لكن الذين أولوا الدستور على هواهم في محاولة الانقلاب عليه وصفهم الفاهم بالزملاء وفضل عدم التعليق عليهم !!! لقد كان أسدا علي وفأرا أمام الزملاء

التالي