هكذا تُجند "داعش" القاصرات والمراهقات المغربيات

28 نوفمبر 2016 - 16:50

كشف تحقيق لصحيفة « الباييس »، بناء على تقارير قضائية، وأمنية إسبانية، أن استقطاب وتجنيد القاصرات والمراهقات المغربيات من قبل « داعش » في أفق إرسالهن إلى سوريا والعراق، يتم عبر ثلاث مراحل رئيسية، يستعان فيها، أيضا، بمغاربة آخرين.

التحقيق ذاته أبرز أن بعض هؤلاء « الداعشيات » يلجأن إلى السفارات المغربية في الخارج لتجديد وثائقهن قبل السفر إلى سوريا.

وتكشف محاضر التحقيق مع الداعشية المغربية رجاء العصامي، التي كانت تبلغ من العمر 18سنة، عندما تم اعتقالها في مدينة فالنسيا في شتنبر 2015، أن تجنيدها تم عبر ثلاث مراحل: المرحلة الأولى تتجسد في « الاستهلاك السلبي للفيديوهات والمحتويات الدعائية »، التي تتوصل بها؛ وفي المرحلة الثانية، تتحول الضحية نفسها إلى « ناشرة » لنفس الفيديوهات والمحتويات ذات طبيعة جهادية، وتدافع عما تقوم به؛ وفي الأخير، ينتهي بها الأمر إلى أن تصبح « عنصرا » فاعلا في تجنيد عناصر أخرى، والاستعداد للقيام باعتداءات إرهابية، أو السفر إلى سوريا.

ويشير التحقيق إلى أن الأمر يتعلق بعملية التطرف نفسها، التي حملت آلاف الشبان والشابات الجامعيين، بما في ذلك المغاربة، في أوربا للارتماء في أحضان « داعش ».

وبخصوص نموذج المغربية رجاء العصامي، يقول التحقيق إنها انتقلت في وقت وجيز من مُبحرة في « تويتر »، و »فايسبوك » إلى جهادية نشيطة تعتبر « الإرهاب واجبا ».

وأثبتت تسريبات التنصت على هواتفها، أنها كانت تتواصل مع أشخاص من المغرب ولبنان يتقاسمون معها الأفكار الجهادية نفسها، إذ إنها في إحدى المحادثات مع شخص يلقب بـ »أبي فردوس »، لديه رقم هاتف مغربي، حاولت أن تبرر الأعمال الوحشية للتنظيم الإرهابي « داعش ».

وجاء في محضر المحكمة الوطنية في مدريد أن « رجاء العصامي كانت لديها نية السفر إلى مناطق النزاع، من أجل الانضمام إلى أحد التنظيمات الإرهابية للجهاد، وما لذلك من خطر على أمن الدولة، ودول أخرى »، يقصد أمن المغرب باعتباره موطنها الأصلي.

ومن أجل تسريع السفر إلى سوريا، كانت رجاء العصامي قد جددت جواز سفرها « في القنصلية المغربية في مدينة فالنسيا، كما ألغت العقد الذي يربطها بإحدى شركات الاتصالات »، قبل أن تخبر أحد أقاربها عبر الهاتف بـ « سأبحث عن عذر، وأسافر إلى هناك (سوريا) ».

محضر المحكمة الوطنية يضيف، أيضا، أن رجاء العصامي كانت تقوم بعملية تجنيد عبر الهاتف، والواتساب خارج إسبانيا، لاسيما أنها كانت تنسق مع شابة في لبنان، وشابتين في المغرب للسفر إلى سوريا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي