حكى أب في الثلاثينات من عمره، تفاصيل وفاة ابنته الأولى إسراء، بسبب ما أسماه، « إهمالا من طرف الأطر الطبية داخل مستشفى المنصور في منطقة سيدي البرنوصي في الدار البيضاء ».
وقال هشام سام، في حديث مع « اليوم24″، إنه بتاريخ 14 فبراير الجاري، أي الثلاثاء الماضي، أحست زوجته بألم المخاض، لينتقلا على الساعة الواحدة ما بعد الزوال، إلى مستشفى المنصور، وظلا هناك، إلى حدود الساعة العاشرة ليلاً، لكن بدون أي تفاعل من قبل المسؤولين.
وأضاف المتحدث ذاته، أن مسؤولة داخل المستشفى، أخبرته أن زوجته ستلد بشكل طبيعي في حدود الثانية صباحاً من يوم الثلاثاء، وتابع: « ظلت زوجتي تحس بالوجع، دون أي تدخل طبي.. في صباح يوم الأربعاء، اتصل مدير المستشفى بالدكتورة المسؤولة، التي أخبرتني أن زوجي يجب أن تلد عبر عملية قيصرية ».
وأضاف، الزوج في تصريحه لـ »اليوم24″، أن « الدكتورة والممرضة تبادلتا الاتهامات فيما بينهما ». وأردف أن « الأم كان يجب عليها الولادة يوم الثلاثاء، تاريخ ذهابها إلى المستشفى على وجه السرعة » حسب تعبير الدكتورة، نقلاً عن الأب.
« ولدت صغيرتي يوم الأربعاء بصحة جيدة، وبقيت لأكثر من ربع ساعة أتوسل للممرضة لرؤيتها، ورفضت إلى حين سلمتها 20 درهما » على حد قوله. وأضاف: « بعد نصف ساعة من مغادرتي المستشفى، سلم المسؤولون رضيعتي إلى أحد أفراد الأسرة، دون أي وثيقة، لنقلها إلى قطرة الحليب، بداعي أن المستشفى لا يتوفر على الأوكسجين ».
الأب ظل لمدة 7 ساعات يبحث عن أفراد عائلته الذين أخذوا الطفلة، ونقل في شهادته بهذا الصدد، أنه « من الساعة الحادية عشرة والنصف، إلى حدود السادسة مساء وأنا أبحث عن العائلة لأنني لا أتوفر على هاتف محمول. أفكار سوداء كثيرة راودتني حينها، وأصبحت خائفا أن يكون قد تم تسليمها لشخص آخر لا أعرفه وتتم سرقتها »، يقول الأب بحرقة والدموع تنهمر من عيونه، مضيفا: »قطرة حليب رفضت إدخال صغيرتي إلا بحضوري. وتدخلت إحدى الجمعيات لأداء المبلغ المالي المطلوب ».
يوم الأربعاء مساء، تم إخباره بوفاة ابنته، ولعدم توفره على المبلغ المالي المطلوب، تم رفض تسليمه جثه ابنته يوم الخميس، لتتم عملية الدفن، أمس الجمعة فقط، في مقبرة الغفران، بعد مساعدة بعض المحسنين.
وبحرقة كبيرة جداً، دعى الزوج البالغ من العمر 35 سنة، إلى التعامل مع المرضى وأقاربهم بنوع من الإنسانية، مرددا : »مبغيتش أي واحد يتكرفص بحالي ».
جدير بالذكر، أن « اليوم 24″، حاول ربط الاتصال طيلة اليوم بالمسؤولين عن المستشفى، دون أي رد.