وسط صمت إعلامي، تلقت الديبلوماسية المغربية أول صفعة في الاتحاد الإفريقي، منذ عودتها إلى الأسرة الإفريقية، يناير الماضي، وذلك إثر تبني مجلس الأمن والسلم الإفريقي، الإثنين الماضي، لقرار يتضمن نقيض كل ما دافعت عنه الرباط، على مدى أربعة عقود بشأن قضية الصحراء.
مفاد القرار، حسب معطيات استقاها “اليوم24″، تبني مجلس “الأمن والسلم الإفريقي”، وهو أعلى هيئة تقريرية في الاتحاد الإفريقي، الإثنين الماضي، قرارا يدعو إلى “إعادة فتح مكتب الاتحاد الإفريقي في العيون”، كبرى الأقاليم الجنوبية.
غير ان المثير في القرار، اعتباره العيون “عاصمة”، لدولة عضو في الاتحاد، وهي إشارة واضحة إلى جبهة “البوليساريو”، خاصة جاء باقتراح وضغط دبلوماسي من الجزائر وجنوب إفريقيا.
ويتضمن القرار توصية أخرى تتعلق بـ”إجراء زيارة ميدانية للصحراء خلال عام 2017، لتقصي الحقائق”.
جلسة التصويت على القرار، سجلت غياب دبلوماسيي الرباط، على الرغم من الإشعار الرسمي، وبذلك مررت اللجنة بأغلبية أعضائها التوصية التي تدعو في مجملها بـ”إيفاد لجنة تقصي حقائق للصحراء، وكذا مخيمات تيندوف، من أجل تقييم وضع حقوق الإنسان وتقديم توصيات للمجلس”.
توسعة صلاحيات “المينورسو”
وذهبت اللجنة إلى حد، إقرار توصية للمجلس الإفريقي، تحثه على مطالبة مجلس الأمن الدولي بتوسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “المينورسو” لتشمل مجال مراقبة وضع حقوق الإنسان في الصحراء ومخيمات تندوف”.
غياب دبلوماسية الرباط
وتأتي هذه التوصيات على الرغم حساسية الرباط من مضمونها، لا سيما المتعلق بتوسيع صلاحيات “المينورسو” في الصحراء، في ظل غياب دبلوماسيي المملكة، على الرغم من الإشعار الرسمي الموجه لهم للحضور.
وحسب معطيات “اليوم24″، عرفت جلسة الجمعة الماضي، إنزال قوي لدبلوماسية الجزائر وجنوب إفريقيا، في وقت ضرب فيه الحلفاء التقليديين للمغرب، جدار الصمت المطبق أمام القرار.
ولم تصدر الرباط، أي رد لحدود اليوم، إزاء القرار، في الوقت الذي كانت قد صعدت فيه ضد الإدارة الأمريكية، في عهد أوباما، بسبب عزمها طرح قرار مثيل في مجلس الأمن، أبريل 2014.
دعوة المغرب و”البوليساريو” للتفاوض
ومن جانب آخر، تضمن نص القرار، تهنئة خاصة للمملكة على انضمامها للاتحاد الإفريقي دون شروط مسبقة أو تحفظات، و حياها على “جلوسها جنبا إلى جنب مع البوليساريوالجمهورية في الأجهزة التداولية للاتحاد”.
وحث الطرفين باعتبارهما عضوين في الاتحاد، إلى “الشروع في مفاوضات مباشرة وجدية ومن دون شروط مسبقة”.
وكان المغرب قد عاد للاتحاد الإفريقي خلال يناير الماضي، بعد قطيعة دامت نحو 33 سنة ونيف، بعد قرار الملك الراحل، الحسن الثاني، بالانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية عام 1984.