فاطنة موذنيب، والدة محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، التي توفيت صباح أمس الثلاثاء عن عمر يناهز 87 سنة، كانت تجمعها علاقة خاصة بابنها محمد، رغم أنها انجبت 11 ابنا، إلا أن ثالث أبنائها كانت بمثابة قدوة له في حياته، حيث جعلها شخصية محورية في روايته “نائحات السلطان”.
يقدم محمد يتيم والدته في الرواية تحت اسم “السكورية” بسبب انتمائها لقرية سكورة بإقليم ورزازات، قبل أن تتزوج وتهاجر إلى مدينة الدار البيضاء، حيث كانت شاهدة على عصر بأكمله.
قال عنها يتيم وهو يصفها في روايته “هي شاهدة على عصر كامل وعلى مرحلة حاسمة من تطور المدينة.
هي شاهدة على أحداثها الكبيرة والصغيرة، فتحت عينها على أحاديث حول الباشا “الكلاوي” والسلطان مولاي يوسف والسلطان محمد بن يوسف والمقاومة، وضرب “سنغال” وكيوم”، واليوطي”.
هي كبيرة في الذاكرة والإحساس والمعاناة مثل الدار البيضاء.
هي اليوم رغم عمر طويل، وكما كانت منذ انبثق الوعي في فؤاد “الحري”، “يقصد نفسه”، وعقله امرأة حديدية بكل ما تحمله الكلمة ما في الكلمة من معنى، قبل أن يختم قائلا “هي اليوم مدرسة ولادة ومعلمة كبرى، مثلها مثل المعالم الكبرى لمدينة الدار البيضاء”