كشف المصور محمد مرادجي، الشهير باسم مصور الملوك الثلاثة، كواليس الصور، التي التقطها مع الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، خلال زيارته الأولى للمغرب، منتصف الأسبوع الماضي.
وكشف مرادجي أنه، بعد لقائه مع ماكرون، قرر أن يقدم له كتابه الأخير بعنوان « الثلاثة ملوك، التاريخ عبر صور » الذي أصدره أواخر 2016، كما عرضه عليه كتيب به صور تذكارية مع جميع الرؤساء الفرنسيين الجمهورية الخامسة، وعلى وجه الخصوص، الجنرال دوغول في عام 1963 في باريس، ما دفع الرئيس إلى قبول دعوته إلى التقاط صور تذكارية، وقال: « سآخذ صورة معك يا سيد مرادجي، ينقص في هذه الصور الجميلة وجودي ».
وبدأ مرادجي، الذي ازداد في 25 دجنبر 1939 في الدارالبيضاء، مشواره المهني في عام 1956 حين كان يبلغ من العمر 16 سنة، كمصور متجول بشوارع مسقط رأسه، بائعا صوره بدرهم واحد للقطعة.
وميز رجوع السلطان سيدي محمد بن يوسف (محمد الخامس) من المنفى هذه الحقبة من تاريخ المغرب، وهو حدث استثنائي دفع المصور الشاب إلى الاستلهام من الحماس منقطع النظير، الذي كان يسود البلاد آنذاك، والمبادرة بمرافقة العاهل المغربي عبر زياراته لمختلف أرجاء المملكة.
وفي عام 1959، قام مرادجي بقضاء فترة تدريبية في باريس، دامت ستة أشهر لدى “كيستون”، وهي وكالة تصوير ذائعة الصيت على الصعيد العالمي، حيث التقط صورا لمشاهير العصر الفرنسيين.
كما عمد مرادجي عند عودته إلى الدارالبيضاء إلى المساهمة كمصور مستقل في عدة صحف، عارضا عليها صوره الأولى بالأبيض والأسود. وفي عام 1961، سينشئ المصور الصاعد ”و. م. ت. س“، أول وكالة مغربية متخصصة في التصوير الصحفي.
وحاز مرادجي، خلال مسيرته المهنية، العديد من الجوائز تكريما لمعارضه، كما تم توشيحه بأوسمة من طرف العديد من رؤساء الدول والملوك، بمن فيهم الملك الحسن الثاني، وجاك شيراك، وخوان كارلوس.
وفي عام 2006، وتكريما لسجله الحافل، وشح مرادجي من طرف الملك محمد السادس.
ولمرادجي، الذي واكب بالصورة الانطلاقة الجديدة، التي يعرفها المغرب على المستويات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، العديد من الاصدارات، لاسيما كتاب عن المسيرة الخضراء العظيمة.
وكان لهذا المصور الاستثنائي، الذي وصفته المجلة اللندنية الراقية ”فوتوﮔرافيك جورنال“، عام 2014، بـ »دينصور التصوير المغربي »، السبق والحظوة في مجاله، حيث أخذ صورا ذات قيمة فنية، وتاريخية عالية أكيدة، لتسعة رؤساء أمريكيين، من بينهم جون كينيدي، وستة رؤساء فرنسيين، ومنهم دو كول.
كما نشر مرادجي، عام 2009، كتابه “مرادجي، 50 سنة من التصوير”، الذي يمكن اعتباره قصة مصورة حقيقية، عرف من خلاله ومن خلالها بالمغرب المعاصر.