بعد إعلانهم قرار الهجرة جماعية نحو أوروبا، طوقت القوات الأمنية، في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة الدواوير الثلاثة لكل من “حسيبو” و”الريكي” و”الجديد” بتراب مقاطعة عين السبع بالدار البيضاء، وهو ما عطل البرنامج، ودفع بلجنة سكان الدواوير المعنية إلى عقد اجتماعات متواصلة لمدارسة الوضع الراهن، واتخاذ قرارات بخصوص الموضوع.
وحسب مصدر من لجنة سكان الدواوير الثلاثة، فإن تجمعا تعبويا انعقد في الساعة الواحدة من صباح أمس الجمعة، شهد اجتماع حشود كبيرة من كافة الدواوير المعنية، إضافة إلى مساندين من دوار “الواسطي” ومتضامنين قدموا من مدن مغربية مختلفة، مضيفا أنه تقرر انطلاق الهجرة الجماعية العلنية نحو أوروبا مباشرة مشيا على الأقدام عبر الساحل إلى مدينة سبتة كلاجئين، على الساعة الثامنة، أي بعد سبع ساعات من الاجتماع التعبوي، وهو ما تم التهييء له، والاستعداد لتنفيذ القرار.
السكان فوجئوا بإنزال أمني مكثف، قام بتطويق الدواوير، وحسب مصدر من اللجنة، فإن الرعب الذي أصاب السكان دفع المسؤولين إلى إخبارهم بأنهم لن يهدموا منازلهم، وإنما قدموا فقط، لمنع تنفيذ مقرر الهجرة الجماعية العلانية نحو أوروبا، والتي أعلنت عنها لجنة سكان الدواوير في بلاغ لها يوم الأربعاء المنصرم.
وأوضح المصدر نفسه، أن اللجنة، وأمام هذا الوضع الجديد، عقدت اجتماعات ماراطونية، وعلّقت قرار الهجرة الجماعية، وذلك تفاديا للاصطدام مع القوات الأمنية، والتي اعتبرت اللجنة عناصرها من أبناء الشعب المغلوبين على أمرهم. المصدر قدم الخطوة على أنها دليل على عدم الرغبة في المواجهة مع السلطات ورغبة السكان الملحة في إيجاب حل للمشكل بعيدا عن العنف، خاصة وأن القضية صارت ضمن اهتمامات المنظمات الدولية والصحافة العالمية والوطنية، وهو ما يستدعي ضبط النفس.
