قال سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس: “إن فوز جو بايدن كان متوقعا، حتى قبل بداية الإنتخابات، والمفاجأة حدثت، خلال الساعات الأخيرة، التي تلت انتهاء عملية الاقتراع، حيت ظهر الرئيس الأمركي، دونالد ترامب، وكأنه يتقدم بالشكر لمجموعة من الولايات، وذلك لأن الأصوات، التي تم الاعلان عنها مباشرة يوم الانتخابات، وأغلبها تنتمي إلى الحزب الجمهوري، لكن بمجرد بدأ عملية إحصاء البطاقات، التي أرسلت عبر البريد، والتي تنتمي جلها إلى الحزب الديمقراطي بدأت مؤشرات قوية ترجح كفة جو بايدن”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح خاص به موقع “اليوم24” “كانت هناك عوامل كتيرة لم تكن لصالح دونالد ترامب تجلت في سوء تدبيره لمرحلة جائحة كوفيد19، أيضا كان هناك استقطاب سياسي قوي بين المرشحين، ما جعل الحزب الديمقراطي يعبئ قواعده الانتخابية بشكل كبير، من أجل الرفع من نسبة التصويت، لذلك نجد الرئيس المنتهية ولايته يريد أن يستثني الأصوات، التي تم التعبير عنها عن طريق البريد، لأن أغلبها تنتمي إلى الحزب الديمقراطي”.
وعن تولي جون بايدن الرئاسة الأمريكية، يرى الأستاذ سعيد الصديقي أنه على الرغم من فوزه، فإن الإرث السياسي، وحتى الاقتصادي لترامب سيظل يرخي بظلاله، خلال مرحلة حكمه، على الأقل خلال السنتين المقبلتين، إذ ستقيد الإجراءات، والقرارات، التي اتخذها، خلال ولايته، حرية، وتحرك جو بايدن، سواء عبر المستوى الداخلي، أو على المستوى الدولي، ما يعني أنه قد لا يلاحظ تحول كبير في السياسات الأمريكية، إذ سيكرس جهدا أكبر لتصفية الإرت التقيل لترامب.
وعن قرار ترامب بالطعن في الانتخابات، أوضح الصديقي: “نعم هناك نية لدونالد ترامب ليطعن في الانتخابات الرئاسيه أمام المحكمه العليا، حيث هناك مزاعم كبيرة من قبل حملته بوجود تزوير، لكن يظهر أنه لا يملك دلائل، وقرائن على هذا التزوير، الذي يصفه بشكل مبالغ فيه، في حين قد تكون هناك بعض الاختلالات الصغيرة، هنا، وهناك، ولكن الأهم هو الاختلاف في تفسير القوانين فترامب يعتبر أن كل الأصوات، التي وصلت إلى مكاتب فرز الأصوات تعد غير قانونية، وغير صالحة، بينما قوانين الولايات سمحت بدلك وبالتالي نحن أمام اختلاف في تفسير القوانين وليس امام تزوير كبير كما تحاول ان تصفه حملة ترامب، لذلك، فإن هذه الدعاوى القضائية قد تؤخر الاعلان عن النتيجة الرسمية بعض الأسابيع في أقصى الحدود، لكنها لن تغير نتيجة الانتخابات”.
