وجه رئيس الحكومة السابق، عبد الإله ابن كيران، اليوم الأربعاء، انتقادات للنظام الجزائري، بسبب استمراره في إغلاق الحدود مع المغرب، لأزيد من عشرين سنة، مؤكدا أن الرئيس عبد المجيد تبون، كان عليه حين تسلم الرئاسة، أن « يفتح أبواب الأمل في المستقبل، ويعطي الاتساع لبعض الأمور ».
وقال ابن كيران مساء اليوم، في ندوة رقمية جمعته بقيادات سياسية مغاربية، موجها حديثه للجار الشرقية، « الجزائريون إخوتنا رغم وجود خلاف، وحكم علينا الزمان أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية، والضعف يأتي بالأعداء ».
وتساءل ابن كيران عن أسباب تعثر بناء صرح مغاربي موحد، وقال « أين المشكل الذي يعوق بناء اتحاد المغرب العربي، هل الصحراء السبب؟ أم هناك مبرر آخر؟ ».
ودعا ابن كيران الجارة الشرقية لترك ملف الصحراء المغربية ليأخذ طريقه في التسوية الأممية، وعدم ربط مصير الشعبين، المغربي والجزائري بهذه القضية، وقال، « لندع ملف الصحراء في الأمم المتحدة، لكن افتحوا لنا الحدود، غير معقول أن تظل الحدود بين المغرب والجزائر لمدة 26 سنة، الشعوب محرومة من بعضها »، مضيفا، « لماذا نشتري البترول من روسيا ولا نشتريه من الجزائر؟ هذا لا يخدم مصالح البلدين ».
ويرى ابن كيران، أن التاريخ والاقتصاد والمنطق، كلها معطيات تؤكد على أن الشعوب المغاربية متقاربة، وتشجع على ضرورة توحيد صفوفها.
وتفاعلا مع مداخلات باقي المشاركين في الندوة، انتقد ابن كيران فكرة قدمها الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي مفادها أن الشباب المغاربي لم يعد يحلم بالوحدة، وقال ابن كيران للمرزوقي، « ليس الشباب الذي لم يعد يحلم بالمغرب العربي، وإنما لم تتح له الفرصة، وإذا أتيحت له الفرصة سترى العجب ».
ووجه ابن كيران نداءه للمثقفين في المنطقة المغاربية، للعب دور في اتجاه توحيد المنطقة، مشددا على موقف المغرب الداعم لمبادرات التقارب في المنطقة، وقال « المغرب مستعد ويمد يده، وأي مبادرة في هذا الاتجاه، أعتقد أن بلدي مستعد للانخراط فيها، وإن كان هناك خطأ في الماضي يجب إحكام العقل، والله عز وجل يقول، والصلح خير ».
