قال إسماعيل العلوي، وزير التربية الوطنية الأسبق والقيادي السابق في حزب التقدم ولااشتراكية، إن المغرب فشل « فشلا ذريعا » في توحيد التعليم وأن عددا كبيرا من أبناء الوطن « أصبحوا مسجلين في مدارس البعثات الأجنبية »، التي اعتبرها « غير منسجمة » مع البرامج التي يسير عليها المغرب في تعليمه الوطني.
وأوضح العلوي في محاضرة ألقاها أمس عن مواصفات « أستاذ المستقبل » في درس افتتاحي ألقاه بمناسبة انطلاق الموسم التكويني 2021-2022، بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الدار البيضاء -سطات، أنه لا أحد يجادل في قيمة التعليم التي تقدمه البعثات الأجنبية لكنه شدد على أن تلبي الانسجام المطلوب مع المدرسة المغربية. وأشار أيضا إلى خطر هجرة الأدمغة المغربية والحد.
وشدد العلوي على أهمية انفتاح المغرب على اللغات الأجنبية، وذكر بما كانت حكومة عبد الرحمان اليوسفي، تعتزم القيام به قبل عشرين سنة، من تقسيم المغرب لعدة مناطق، منها التي سيتم تدريس اللغة الإسبانية فيها كمادة أولى، ومنها التي كان سيتم تدريس اللغة الفرنسية بها، وفي مناطق أخرى يتم تدريس اللغة البرتغالية، وأخرى اللغة الإنجليزية، إلا أن العلوي تأسف لعدم استمرار الحكومات اللاحقة في الاهتمام بهذا المشروع التعليمي لتدريس اللغات الأجنبية في المغرب.
وشدد على أن اللغة الإنجليزية، أصبحت مهمة إن أراد المغرب مواكبة ما يحصل إن على مستوى البحث العلمي، أو التواصل.
وبخصوص العربية واالأمازيغية أوضح العلوي أنه بعد المصادقة على دستور 2011، أصبحت هناك لغتان دستوريتان وهما اللغتان العربية والأمازيغية. وقال « وجب علينا أن نسعى لنجمع بينهما في تعليمنا »، واعتبر أن الأمر يبدو سهل نظريا، « لكنه صعب في الإنجاز »، مشيرا إلى ذلك شرط للحفاظ على الشخصية الوطنية المغربية، مشددا على أنه بعد عشرين سنة لم نقم بعمل جيد لتدريس اللغة الأمازيغية، رغم الاجتهادات التي قدمها معهد الثقافة الأمازيغية، ومحاولات التفكير في ترجمة شعار تدريس اللغة الأمازيغية على أرض الواقع، لأن ذلك مرتبط يبتكوين أساتذة الأكفاء.
وكشف العلوي، أنه عندما كان وزيرا للتعليم قام بإحصاء الأساتذة والأستاذات الذين يتقنون الأمازيغية، ونظرا لبقائه لفترة قصيرة في الوزارة، لم يتمكن من متابعة هذا الملف.