عرب من العراق وسوريا وليبيا، فروا من بلدانهم طلبا للنجاة من حروب طاحنة وأزمات متوالية، وتوجهوا إلى أوكرانيا عساها تكون ملاذا آمنا. لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه رحلتهم، فوجدو أنفسهم كالتي استجارت بالرمضاء من النار… عالقين في أتون الحرب الروسية الأوكرانية .
هذا حال الشاب العراقي مرتضى العامري، والسوري سليمان علي، والليبي راواد دقدوق، وكلهم درسوا الطب على اختلاف بينهم في التخصصات. غادر مرتضى بلاده إلى أوكرانيا عام 2010، واستقر في كييف بعدما حصل على شهادة في طب الأسنان، لكن الحرب على بلد الإقامة نغصت عليه حياته، ودفعته مرة أخرى إلى حمل ما استطاع هربا من ضربات واحدة من أكبر القوى العسكرية في العالم.
ويقول مرتضى في حوار مع موقع » دويتشه فيله »، إن « مخزون الأغذية والمستلزمات التي حصلنا عليها في أول يوم آخذ في النفاد، حتى الأموال القليلة التي تمكنّا من سحبها من الصراف الآلى قبل أن تتعطل كافة الخدمات المالية في البلاد شارفت على النفاذ ». هذا الوضع دفعه ومن معه إلى محاولة الوصول للحدود البولندية، دون أن تكون لديهم أي فكرة عما سيحصل لاحقا.
الشاب الطبيب السوري سليمان علي، قدم إلى أوكرانيا من مدينة الرقة في دجنبر 2011 هاربا من الحرب. لكنه وبعد عشر سنوات بأوكرانيا يجد نفسه وسط حرب مرة أخرى. تمكن من عبور الحدود البولندية-الأوكرانية بعد رحلة شاقة، وموافقة الاتحاد الأوربي على عبور اللاجئين من أوكرانيا، عبر منحهم تأشيرة دخول لمدة 15 يوما لكافة الجنسيات.
سليمان استفاد في عبوره بسهولة لأنه طبيب، وساهم في معالجة أكثر من 30 حالة إسعاف لمرضى أطفال وكبار السن، سقطوا على الحدود بسبب البرد والضعف العام، ونقص الغذاء والدواء.
أما الشاب الليبي؛ راواد دقدوق، فكان التحاقه بأوكرانيا حديثـا ( قبل أربع سنوات) لدراسة الطب البشري بكييف. أكد في حديثه لموقع » دويتشه فيله »، أن الوضع مزري للغاية وحتى من يهرب من العاصمة لا يعرف إلى أين سيذهب لإنقاذ حياته، وأن الأغلبية تتجه إلى الغرب باتجاه مدينة لوفوف، ومنها إلى الحدود البولندية سيرا على الأقدام، في وقت لا ترحم فيه القوات الروسية أحدا تراه في الشارع حسب تعبيره.