هل يمكن لدول الخليج المنتجة للنفط المساعدة في تخفيض الأسعار؟

10 مارس 2022 - 08:30

مع تزايد الدعوات الموجهة إلى دول الخليج الغنية بالنفط لزيادة إنتاجها بهدف كبح ارتفاع أسعار النفط منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، يرى خبراء أن دول الخليج قد تكون غير قادرة على ذلك ولا ترغب به.

وتشهد أسعار النفط والغاز ارتفاعا كبيرا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء حظر واردات النفط والغاز الروسيين، ما يعني توسع الأزمة على الأرجح.

ووجه وزير الطاقة الألماني روبيرت هيك الثلاثاء “نداء عاجلا” إلى مجموعة أوبك، داعيا إياها إلى “زيادة الإنتاج” لكبح ارتفاع الأسعار.

وتحدثت وسائل إعلام أمريكية عن احتمال قيام مسؤولين أمريكيين بزيارة إلى السعودية، حليفة الغرب وأيضا حليفة موسكو، لإقناعها بضخ المزيد من النفط.

تعد السعودية والإمارات، وبدرجة أقل الكويت والعراق، الدول الوحيدة في منظمة أوبك القادرة على ضخ المزيد من النفط. وتملك هذه الدول طاقة احتياطية تقدر ما بين 2,5 مليون و3 ملايين برميل يوميا.

ومع ذلك، فإن ضخ هذه الكميات الإضافية لن يقوم بتعويض انخفاض الصادرات الروسية.

وتقول نائبة رئيس مكتب مؤسسة “إنرجي انتليجنس” المتخصصة بالطاقة أمينة بكر “بحسب تقديراتنا، فإن الصادرات الروسية من النفط الخام والمنتجات المكررة انخفضت بنحو 3 ملايين برميل يوميا، ويمكن أن تتقلص بمقدار مليوني برميل إضافي خلال الأسابيع المقبلة”.

من الناحية النظرية، نعم. لكن استخدام القدرات الاحتياطية سيحد من مجال المناورة الذي تملكه البلدان المنتجة للنفط حال حدوث اضطرابات جديدة في الإمدادات.

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة سي ماركتس يوسف الشمري أن “الأسعار قد لا تنخفض كثيرا وستكون الأسواق عرضة لأي صدمات تعطل العرض ولن يتمكن أي منتج من التعامل معها”.

ويرى الشمري أن الأسعار ستبقى في حدود الثلاثة أرقام بسبب الأخطار الجيوسياسية.

وتخشى بكر من “تأثير الذعر” على السوق في حال استخدام كافة السعات الاحتياطية، ما قد يؤثر عكسيا ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

من مصلحة دول الخليج العمل بشكل موحد وبتنسيق تام- في إطار مجموعة أوبك وأيضا مع الحلفاء بقيادة روسيا في مجموعة أوبك بلاس- بهدف تجنب حرب الأسعار والاحتفاظ بالسيطرة على السوق.

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة “قمر” للطاقة في دبي روبين ميلز، إنه “من الصعب التوصل إلى اتفاق في إطار أوبك بلاس على زيادة معدلات الإنتاج، إذ تقوم غالبية الأعضاء بالإنتاج بالفعل بالمستويات القصوى، وروسيا نفسها عضو في المجموعة”.

ولم تتخذ السعودية والإمارات حتى الآن موقفا ناقدا لروسيا. ويرد ميلز ذلك إلى أن دول الخليج “تشعر على ما يبدو بخيبة أمل” من الموقف الأمريكي في ما يتعلق بـ”قضايا سياسية وأمنية مختلفة”.

وتقود السعودية في اليمن تحالفا عسكريا دعما للحكومة في مواجهة المتمردين المدعومين من إيران. والإمارات عضو في هذا التحالف. وقد تعرضت الدولتان لهجمات من المتمردين بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وتوقعت الرياض وأبوظبي مواقف أكثر حزما من واشنطن ضد المتمردين، لكن الأمريكيين لا يزالون يترددون في تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية”، وقد سحبوا دعمهم العسكري المباشر للتحالف. وتتهم منظمات حقوقية أطراف الصراع كافة بارتكاب “جرائم حرب” في اليمن.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي