قالت دراسة حديثة، إن الفتيات حول العالم يبدين ميلا أكبر إلى نسبة أي فشل يمنين به إلى نقص في الموهبة لديهن مقارنة مع الفتيان. وبينت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “ساينس أدفانسز”، أن هذا المنحى أقوى في البلدان التي تسجل مستويات أعلى من المساواة بين الجنسين، وبشكل خاص لدى الفتيات اللواتي يظهرن أداء أكاديميا جيدا جدا .
وأجريت الدراسة بناء على نتائج استطلاع “بيزا” الذي يستقصي أداء طلاب في سن 15 عاما حول العالم كل ثلاث سنوات، لا سيما في القراءة والرياضيات والعلوم. وتبين في كل البلدان الـ72 التي شملتها الدراسة باستثناء دولة واحدة (المملكة العربية السعودية)، أنه حتى مع الأداء المتساوي، كانت الفتيات أكثر ميلا إلى عزو إخفاقهن إلى نقص الموهبة أكثر من الفتيان الذين أظهروا ميلا أكبر لإلقاء اللوم على العناصر الخارجية.
وعلق الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا، والمشارك في إعداد الدراسة، توما بريدا لوكالة الأنباء الفرنسية، “ليس لدينا تفسير ممتاز” لهذه المفارقة. مشيرا إلى أن ” هذه الغرابة الواضحة” قد لوحظت في الماضي، على صعيد الثقة بالنفس أو اختيار التخصص الدراسي، مع اتساع الفجوة بين الفتيات والفتيان في البلدان التي تسجل أعلى معدلات مساواة بين الجنسين.
وأضاف الباحث، أن هذا يظهر أنه “مع تطور البلدان، لا تختفي الأعراف المرتبطة بالنوع الاجتماعي، بل تعيد تشكيل نفسها”. وتفيد فرضية مطروحة في هذا الوضع، أن الدول المنادية بالتحرر تترك في النهاية مجالا أكبر للأفراد للعودة إلى الصور النمطية القديمة. وتركز هذه البلدان أيضا بشكل كبير على النجاح الفردي، وبالتالي تقدر المواهب بشكل أكبر.
وأوضح الباحثون، وجود ارتباط قوي بين فكرة افتقار الفتيات إلى الموهبة، وثلاثة مؤشرات أخرى تمت دراستها كجزء من استطلاع “بيزا”: فكلما اعتقدت الفتيات أنهن يفتقرن إلى الموهبة مقارنة بالفتيان، كلما قلت ثقتهن بأنفسهن مقارنة بالذكور، وكلما قل اهتمامهن بالمنافسة، وقلت فرصتهن في رؤية أنفسهن يعملن لاحقا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (المعروف عنه أنه ذكوري ويقدم أجورا جيدة).
وغالبا ما يتم الاستشهاد بهذه المؤشرات الثلاثة كأسباب قد تساهم في وجود “سقف زجاجي” يحول دون تبوء المرأة أعلى المناصب. وتعتبر نتائج الدراسة المذكورة غير مشجعة للغاية للمستقبل، إذ تشير إلى أنه من غير المرجح أن يختفي السقف الزجاجي عندما تتطور البلدان أو تصبح أكثر مساواة، حسب الدراسة.
وقد اقترحت الدراسة “الابتعاد عن الخطاب المرتكز على الموهبة الصافية”، وفي السياق نفسه، أوضح الباحث توما، أن “النجاح يمر بالتعلم من خلال التجربة والخطأ… إذا فككنا فكرة الموهبة الخالصة، سنفكك أيضا فكرة أن الفتيات أقل موهبة بالفطرة من الفتيان”.