أعلنت شركات بريطانية بارزة، استعدادها لتوظيف آلاف اللاجئين الأوكرانيين الذين يتوقع وصولهم إلى بريطانيا. وتضغط مجموعة من أكثر من 45 شركة على الحكومة لتسهيل وصول النازحين من جراء الغزو الروسي.
ومن بين الشركات التي ترغب في عرض وظائف « ماركس آند سبنسر » و »آيسوس » و »لاش » وعملاق التوظيف « روبرت والترز ». وتعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات بشأن سرعة وحجم استجابتها لأزمة اللاجئين الأوكرانيين.
وتقود رائدة الأعمال البريطانية إيما سينكلير، الرئيسة التنفيذية لشركة البرمجيات « انتربريز آلومناي » مبادرة توفير الوظائف. ولا تزال الفكرة في مراحلها الأولى، ولذا تبدو العديد من التفاصيل حول كيفية تطبيقها غير واضحة. وقالت سينكلير، إن العديد من أسلافها كانوا من أوربا الشرقية، بما في ذلك أوكرانيا.
وتهدف المبادرة إلى مساعدة « عشرات الآلاف » من اللاجئين، ليس فقط في الحصول على وظائف في المملكة المتحدة، ولكن لمساعدتهم أيضا في العثور على سكن واكتساب المهارات اللغوية.
وصادفت المبادرة، مواجهة العديد من الشركات في بريطانيا نقصا في العمالة بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك وباء كورونا وبريكست، ومن مصلحتها ملء الوظائف الشاغرة. لكن سنكلير تؤكد أن المبادرة عمل إنساني ولا يهدف للترويج لأي أعمال تحتاج لها الشركة.
وقال سنكلير: « نحن الشركات نريد عمالا، ونحتاج إلى أشخاص، ونريد المساعدة ». وأضافت: « نريد أن نرى تحركا يتعلق بأعداد متزايدة من اللاجئين »، موضحة أن تركيز المبادرة في الوقت الحالي ينصب على مساعدة اللاجئين من أوكرانيا على إعادة بناء حياتهم، ولكن في عالم مثالي، سيتم توسيع المخطط ليشمل جميع اللاجئين من أي دولة.
وتعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات لعدم تحركها بالسرعة الكافية لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين. لكن متحدث باسم الحكومة البريطانية قال « نقف جنبا إلى جنب مع الأوكرانيين، وهذا هو السبب في أننا سهّلنا على من لديهم جوازات سفر أوكرانية سارية، المجيء إلى هنا، بالإضافة إلى تغييرات في التأشيرات لضمان بقاء الأوكرانيين الموجودين في المملكة المتحدة ».
وقالت شركة آيسوس لتجارة التجزئة للأزياء على الإنترنت، التي تشارك في المبادرة: « نوظف حاليا في العديد من الأدوار الهندسية التكنولوجية في المملكة المتحدة ونعلم أن أوكرانيا لديها مهارات قوية في هذا المجال ».
ورغم موافقة المؤسسة المشاركة في « ريفيوجيز آت هوم »، سارة ناثان على المبادرة، وقالت إن المؤسسة الخيرية مستعدة لمساعدة المجموعة التي أطلقت المبادرة على إيواء اللاجئين. لكنها حذرت في الوقت نفسه من أنه في حالة الإيواء لمدة ستة أشهر، يجب فحص اللاجئين والأشخاص الذين يستقبلونهم في منازلهم لاكتشاف أي معلومات خطيرة عنهم إن وجدت، وإلا « فقد يكون الأمر خطيرا بعض الشيء ».
ونبهت سارة إلى ضرورة التعامل العادل مع اللاجئين من جنسيات أخرى. وقالت « ماذا يحدث للأفغان؟ لا يزالون في الفنادق ».
ويمكن للاجئين الأوكرانيين في بريطانيا ممن لديهم صلات عائلية التقدم بطلب للحصول على تأشيرة. وتتوفر تأشيرات أخرى ولكن مراكز تقديم الطلبات في أوكرانيا مغلقة.
وبموجب برنامج جديد يسمى « هومز فور يوكرين » أو « منازل من أجل أوكرانيا »، سيتمكن الأشخاص من ترشيح فرد محدد أو أسرة للبقاء معهم بدون إيجار، أو في عقار آخر، لمدة ستة أشهر على الأقل. وسيتم منح اللاجئين تأشيرة لمدة ثلاث سنوات مع الحق في العمل والوصول إلى الخدمات العامة.