مع دخول الحرب في أوكرانيا يومها الـ 22، وتشديد الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية لقيودها الاقتصادية على روسيا، والتي تشمل وقف الرحلات وسحب الشركات وفرض عقوبات اقتصادية، يسود الغموض حول ما إذا كانت شركة الطيران المغربية قد علقت رحلاتها أيضا إلى روسيا.
فقد قالت وكالة « تاس » الروسية للأنباء، الخميس، إن الخطوط الملكية المغربية ألغت جميع رحلاتها نحو روسيا.
وقال اتحاد منظمي الرحلات السياحية في روسيا، إن شركة الطيران المغربية أعلنت عن قرارها في وقت متأخر من يوم الأربعاء 16 مارس.
وبحسب الرسالة التي أفادها الاتحاد من ممثل الخطوط الملكية المغربية، فإن شركة التأمين المعنية فرضت حظرًا على الرحلات الجوية إلى روسيا وتم إلغاء كافة الرحلات.
لكن بعد ذلك، أعلنت وزارة النقل الروسية، أن المغرب من بين 29 دولة فقط التي تحافظ على رحلاتها الجوية مع روسيا.
وقالت هذه الوزارة، إن ست شركات طيران روسية تواصل رحلاتها الدولية إلى أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وقيرغيزستان والإمارات وطاجيكستان وتركيا وأوزبكستان، كما تقوم 29 شركة طيران أجنبية برحلات من 20 دولة إلى روسيا.
وأضافت وزارة النقل الروسية: « إلى ذلك، تقوم 29 شركة طيران من الجزائر وأرمينيا والبحرين وبيلاروس وفنزويلا وإسرائيل والهند والعراق وكازاخستان وقطر وقرغيزستان والمغرب ومنغوليا والإمارات العربية المتحدة وصربيا وسوريا وطاجيكستان وتركمانستان وتركيا رحلات إلى روسيا وأوزبكستان ».
المغرب، ومنذ بداية التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، التزم بسياسة النأي بالنفس، وبالحياد، مكتفيا بالدعوة للالتزام بالقانون الدولي لحل النزاعات ورفض التدخل في سيادة الدول ودعم الوساطات للوصول لحل سياسي.
الاتجاه ذاته، عكسه موقف المغرب باتخاذ قرار عدم المشاركة في التصويت على قرار الجمعية العامة لهيئة لأمم المتحدة، بخصوص الوضع بين أوكرانيا وروسيا الفدرالية، مشيرة إلى أن عدم مشاركة المغرب في هذا التصويت، “لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بشأن موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين روسيا الفيدرالية وأوكرانيا”.
الموقف الحيادي الذي اتخذه المغرب، على مستوى موقف وزارة خارجيته من التدخل الروسي وعدم حضوره للجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء التصويت على إدانة روسيا، وحفاظه على رحلاته الجوية نحو موسكو، تنظر إليه روسيا بعين الرضا.
الرضا الروسي على المغرب، عكسته تصريحات للممثل التجاري لروسيا الاتحادية في المغرب، في حديثه لوكالة الأنباء الروسية مؤخرا، والذي أشار إلى ارتفاع التبادل التجاري المغربي الروسي مع نهاية سنة 2021 بنسبة 42٪ إلى 1.6 مليار دولار أمريكي، ما جعل المغرب “الشريك التجاري الأهم لروسيا في إفريقيا”.
وبشر المسؤول الروسي، بقرب ظهور سلع روسية جديدة في الأسواق المغربية ضمن صادراتها للمغرب سنة 2022، ودعم المغرب ليصبح الوجهة الرئيسية للروس الراغبين في السياحة خارج البلاد في وقت قريب.