أنهى طبيب شاب يدعى “ياسين رشيد” حياته الخميس الفائت؛ حيث وجد ميتا بغرفته بأحد المستشفيات في العاصمة الفرنسية، بعد أن كان الهالك يجري تدريبا هناك.
ونزلت هذه الواقعة كالصاعقة على زملائه في مستشفى “ابن رشد” في مدينة الدار البيضاء؛
إذ كان قيد حياته مقيما بمصلحة جراحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي في سنته الختامية، إذ سلك الهالك مسار دراسي طويل وشاق يقارب 14 سنة.
وحسب أحد أقارب الشاب، صرح ل”اليوم24″، فإن أسرته نصبت محاميا وستسلك جميع المساطر القانونية المخولة لها لكشف ملابسات الحادث والدوافع التي أدت إلى وفاته.
بينما زملاء الهالك وأفراد عائلته يتحدثون عن تعرضه إلى ضغوطات نفسية، أدت إلى انتحاره؛ بحسب ما كشف عنه إلياس الخطيب، الكاتب العام للجنة الوطنية للأطباء الداخلين والمقيمين بالمغرب ضمن حديثه للموقع.
وكانت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، أصدرت بلاغا، استنكرت ضمن فقراته ما وصفته ب”بعض الأساليب التي باتت تستعمل في ترهيب الأطباء الداخليين والمقيمين ووضعهم تحت ضغط نفسي كبير، جراء الإبتزاز الذي يتعرضون له خلال مسار تكوينهم وما يترتب عن ذلك من ضرر نفسي وجسماني يؤدي لما لا تحمد عقباه”.
ويوضح الكاتب العام للجنة، أن “مصيبة الموت ليست سهلة لاسيما وإن كنا نعلم ظروف التي أدت إلى الوفاة”. ويضيف أن “اللجنة استمعت إلى شهادات من طرف زملاء وأقارب الفقيد، تفيد بأن ياسين رشيد عانى من ضغوطات رهيبة وحرمان من حقه في التكوين، مثله مثل عدد من الأطباء”. وهذا الوضع، يقول المتحدث نفسه، “دفعه إلى الهجرة نحو فرنسا لاستكمال تداريبه والابتعاد عن مناخ عمل سام”.
لكن هذه الشهادات التي يتحدث عنها الكاتب العام للجنة الوطنية للأطباء الداخلين والمقيمين بالمغرب، تسلط الضوء على وقائع يعيشها عدد من الأطباء المقيمين والداخليين داخل المستشفيات في المغرب من “تنمر” و”سخرة” و”حكرة” من طرف بعض المسؤولين عنهم.
ويشدد إلياس الخطيب، في سياق ذاته، على أنه “لا يمكن اتهام جميع أساتذة الطب بعدم إحترام طلابهم أو حتى ابتزازهم”، يوضح” غير أنه وبناء على شهادات لطلاب فإن هناك نوع من الأساتذة أو بعض المسؤولين عن طلبة طب ولو كانو قلة، يعمدون على ابتزازهم لسنوات طويلة ما يؤثر سلبا على نفسيتهم”.
ويورد “في حالة الأطباء المقيمين أو الذين يتخصصون في مسلك معين تصل مدة الدراسة والتخصص 14 سنة؛ وليتخيل أي شخص، أن يكون المسؤول عنهم شخص مبتز، فكيف ستكون نفسية هذا الطبيب ومصيره؟”.
وفيما يتعلق بواقعة ياسين رشيد، يؤكد إلياس الخطيب أن اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين ” لا تستطيع توجيه اتهام صريح لأشخاص معينين”، لكنها في المقابل، “تحترم سرية البحث، وتطالب بالعدالة وتحقيقا نزيها بعيدا عن أي ضغوطات وتدخلات، وإذا ثبت تورط شخص معين في وفات ياسين رشيد فعلى القضاء محاسبته”.