شدد أخصائيون نفسانيون على ضرورة مضاعفة الجهود لمحاربة انتشار المخدرات، التي تساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض النفسية، ومن أبرزها “الفصام” الذي يعد “الحشيش” المنتشر بشكل كبير في المغرب من أسباب الإصابة به.
وأكد المشاركون في الندوة على تشديد الإجراءات لتطويق انتشار محلات الرقية الشرعية، التي تساهم في إبعاد المرضى عن التشخيص الحقيقي والعلاج، والحد من زواج القاصرات لمساهمته في تأزيم وضعية الأسر والنساء والقاصرات على الخصوص، إضافة إلى تعزيز دور الإعلام في نشر المحتوى البعيد عن الإثارة والفضائح، التي تشيع الإحساس بالاكتئاب والخوف والتشاؤم.
ودعا المشاركون في ندوة نظمتها المنظمة المغربية للوحدة الوطنية”، عشية أمس الإثنين بمراكش إلى تشجيع الوسائط والبدائل الأخرى للعلاج، كالعلاج عبر الوسائط الفنية والرياضية وما شابه، وتعزيز سبل توطين المعرفة النفسية، مع تغيير الصورة النمطية حول الطب النفسي والأطباء النفسيين.
كما شدد الأطباء والممرضون خلال الندوة التي نظمت بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، والتي حملت شعار “أي تقييم لمقاربة الدولة لموضوع الخلل النفسي والعقلي” على ضرورة التعجيل بتعيين مدير لمستشفى السعادة لدوره المهم إقليميا وجهويا، مع تعزيز العامل البشري بمختلف المستشفيات الخاصة بالطب النفسي والعقلي، وتعزيز التكوين المستمر لفائدة المهنيين في القطاع وتمتيعهم بالتحفيزات والخدمات الاجتماعية، وتعزيز الأمن بالمؤسسات الاستشفائية المعنية خصوصا في الأقسام التي تضم النزلاء المدانين في جرائم عنف.
وأكد المشاركون على ضرورة تحديث المعطيات الرسمية حول الصحة النفسية، لتشخيص سليم للوضعية في المغرب، وبلورة استراتيجية مندمجة للتكفل بالمرضى النفسيين، وتفعيل القانون الإطار للتربية والتعليم، خصوصا ما يتعلق بإحداث خلية الإنصات للتلاميذ باعتبارهم من الفئات الأكثر عرضة للمرض النفسي، ودعم دور المتدخلين الاجتماعيين في التدخل والمساعدة والتوجيه، والتخلي عن المقاربة الأحادية الصحية، التي تروم ضمان استقرار الأعراض المرضية فقط، واعتماد الجيل الجديد من الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية وتخفيض أسعارها.