قال الشاعر والناقد جمال الموساوي، إن « مربع الغرباء 1981″ الرواية الصادرة حديثا لعبد القادر الشاوي، كتابة ضد النسيان، فهي تدفع إلى فهم أن الاستماع إلى الضحايا وذوي الضحايا في إطار هيئة الانصاف والمصالحة نوع من التعذيب المضاعف وإعادة فتح لجراحات كانت قد دخلت دائرة النسيان.
ويزداد هذا التعذيب إيلاما عندما يكون (المستمع لا يحسن الإنصات، والضحية لا يستطيع أن يقول الحقيقة) وفق عبارة تضمنتها الرواية.
كما أنها كتابة ضد النسيان من زاوية أخرى تتعلق بالسعي ولو بشكل مفترض إلى الاحتفاظ بالقضية حيةً في حاضر الأجيال الجديدة في نطاق التفكير استعادة وتأملا للعبرة ربما ولتحصين الذاكرة الجماعية من الثقوب التي قد تسمح للماضي بالعودة في صورة أخرى قريبة مما حدث وكان ».
وتتضمن أيضا « إشارات عميقة إلى نوع الغربة المتعددة الأبعاد التي وجد فيها عدد من المناضلين أنفسهم »، وفق موساوي خلال تقديمه الرواية بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط السبت المنصرم، بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط السبت المنصرم، إلى جانب الروائيين محمد أمنصور وأحمد الكبيري.
ويرى بأن هذه الغربة وإن كانت غير محاطة بجدران وأسلاك شائكة، فهي « لاتختلف عن غربة الذين كانوا في الأقبية والمعتقلات وخرجوا إلى ضوء الشمس ».
وعدّد أنواع هذه الغُربة في غربة مناضلين ذهبوا إليها بأنفسهم (اختيارا أو اضطرارا) هروبا بحياتهم وادخارا لها لمراحل أخرى من النضال الضروري من أجل الفكرة والحلم.
وغربة عادوا إليها بعد سنوات، حيث وجدوا أشياء كثيرة قد تغيرت وأن مياها كثيرة جرفت جسورا كان يمكنها أن تربط مرحلة سابقة بمراحل قادمة.
ثم غربة وجد فيها رفاق الأمس أنفسهم في علاقتهم ببعضهم، إلى حدِّ ما تعبر عنه الرواية بالخذلان.
الرواية تتقصى أيضا حسب الموساوي « حالات التناقض التي يجد الإنسان نفسه أسيرا لها، أمام الموت، وامام الحياة، وأمام العلاقات الإنسانية المختلفة وأمام المجد وأمام الإغراءات المختلفة وأمام الخذلان أيضا. هل يتقبل ويقبل ويضعف، أم يكابر ويرفض ويصمد؟