شكل فوز فيلم « صوت هند رجب » للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة الأسد الفضي في مهرجان فينيسيا السينمائي، السبت بمثابة إدانةللهمجيةالإسرائيلية. ويستند العمل السينمائي إلى قصة حقيقية لاستشهاد الطفلة الفلسطينية التي تبلغ من العمر خمس سنوات مطلع عام 2024، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
شهد العرض الأول لفيلم « صوت هند رجب » حضوراً لافتاً لنجوم هوليوود، حيث شارك الثنائي خواكين فينيكس وروني مارا على السجادة الحمراء، حاملين صورة الطفلة الفلسطينية هند رجب.
كما حظي الفيلم بدعم إنتاجي من أسماء عالمية مثل براد بيت، وألفونسو كوارون، وجوناثان غليزر، ما أضفى زخماً دولياً على العمل الذي يوثق مأساة الطفلة الغزية ويُعيد تسليط الضوء على الإبادة المستمرة في القطاع.
الفيلم الذي عُرض قبل أيام أثار تفاعلاً استثنائياً، إذ حظي بتصفيق متواصل دام 24 دقيقة في عرضه الأول، وهي الأطول في تاريخ المهرجان حتى الآن.
وعند تسلّمها الجائزة، قالت كوثر بن هنية: « السينما لا تستطيع إعادة هند إلى الحياة ولا محو الجرائم التي ارتُكبت بحقها، لكنها قادرة على حفظ صوتها. فقصة هند ليست قصتها وحدها، بل مأساة شعب بأكمله يواجه إبادة جماعية ترتكبها حكومة إسرائيلية مجرمة تفلت من العقاب. »
المخرجة التي تولّت أيضاً كتابة السيناريو أوضحت في تصريحات سابقة أنّ فيلمها تجاوز حدود مأساة فردية، مضيفة: « حين سمعت صوت هند لأول مرة، شعرت أنه لم يكن صوتها وحده، بل كان صوت غزة كلها تستغيث… ومن الغضب والعجز عن الفعل وُلد هذا العمل. »
ببراعة فنية، اشتغلت بن هنية على إعادة تجسيد الأحداث عبر التوفيق بين التسجيلات الصوتية الحقيقية لهند والأداء التمثيلي، مقدّمة عملاً صادقاً بعيداً عن المبالغة أو الاستعراض السينمائي الزائد. فالفيلم لم يقتصر على استعراض بشاعة الجريمة التي امتدت ثلاث ساعات كاملة، ولم يسعَ إلى إثارة العواطف أو تسويق بروباغاندا سياسية، بل قدّم رسالة إنسانية عميقة ومؤثرة.
واختتمت بن هنية قائلة: « الرواية السائدة في العالم هي أن من يُقتلون في غزة يُعتبرون مجرد أضرار جانبية. وهذا تجريد للإنسانية. لهذا السبب، يبقى الفن والسينما ضرورة لإعطاء هؤلاء الضحايا صوتاً ووجهاً. نحن نقول: كفى لهذه الإبادة الجماعية. »
الفيلم، الذي نال جائزة الأسد الفضي، لم يكن مجرد عمل سينمائي عاطفي، بل رسالة إنسانية قوية أعاد من خلالها الفنانون العالميون إيصال صوت غزة إلى العالم.