عاش المشاركون في مبادرة « أسطول الصمود العالمي »، ليلة اليوم الأربعاء، أجواء استثنائية في عرض البحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالي 60 ميلا بحريا من سواحل قطاع غزة، حيث حلقت مجموعة من الطائرات المسيرة فوق سفنهم بشكل متكرر، مع إلقاء مواد متفجرة والتشويش على الاتصالات.
وأعلن الأسطول، عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، أن عدة سفن تابعة له أبلغت عن سماع دوي انفجارات، وسقوط أجسام مجهولة فوقها وبجوارها، مما ألحق أضرارا جسيمة وعطل منظومات الاتصال بشكل واسع النطاق، دون تسجيل أي خسائر بشرية.
وأوضح أنه تم رصد أكثر من 13 انفجارا، إلى جانب إسقاط أجسام غريبة على ما لا يقل عن 10 سفن، وتحليق أزيد من 15 طائرة مسيرة فوق سفينة « ألما » الرئيسية، إلى جانب تحليق أسراب أخرى فوق باقي السفن.
وأفاد الأسطول أن هذا الاعتداء « يأتي ضمن حملة ممنهجة يقودها الكيان الصهيوني، تتكئ على التخويف والتضليل، وتهدف إلى النيل من مصداقية أكثر من 500 مدني على متن الأسطول المحمل بالغذاء والدواء لأهل غزة ».
وأشار إلى التصريحات الأخيرة الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية، حيث اتهمت المشاركين في الأسطول بخدمة مصالح « حركة الجهاد الإسلامي » (حماس)، داعية إياهم إلى « عدم خرق القانون الدولي عبر اقتحام منطقة قتال نشطة وكسر حصار بحري قانوني ».
وأكد الأسطول العالمي أن القانون الدولي يحمي المدنيين، خاصة المنخرطين في مهمات إنسانية، بموجب اتفاقيات جنيف، مشيرا إلى أن أي اعتداء على نشطائه يعد « جريمة حرب، وعدوانا على الإنسانية جمعاء، وخرقا صريحا للتدابير الملزمة الصادرة عن محكمة العدل الدولية، التي تحتم على كيان الاحتلال السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون إعاقة ».
ومن جانبها، قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي، إن 7 هجمات بمسيرات استهدفت سفن أسطول الصمود في البحر المتوسط، بعد تحليق 15 طائرة مسيرة فوق عدد من سفن الأسطول المتجهة إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع الفلسطيني، مطالبة بتوفير حماية عاجلة للمشاركين.
وفي ليال سابقة، رصد المشاركون المبحرون على متن سفينتي « دير ياسين » و »أنس الشريف » تحليق عدد من الطائرات المسيرة على ارتفاع منخفض فوقهم، دون التعرض لأي هجوم.
وفي يومي 8 و9 شتنبر الجاري، أعلن الأسطول عن تعرض سفينتيه الرئيسيتين « فاملي » و »ألما » لهجوم بمسيرات فوق السواحل التونسية، دون تسجيل أضرار فادحة أو إصابات في صفوف المشاركين.