دعا عدد من الشباب المشاركين في برنامج حواري بثته القناة الثانية، مساء أمس الأحد، الحكومة إلى تقديم استقالتها من تدبير الشأن العام، مطالبين بتنظيم انتخابات سابقة لأوانها، معتبرين أن ذلك « هو الحل الوحيد القادر على تهدئة احتجاجات جيل Z ».
وقال نور الدين حميمو، فاعل مدني من مدينة أكادير، إن « استمرارية الوطن والأمة لا ترتبط بأشخاص أو أحزاب بعينها »، مضيفا أن « الحكومة إذا عجزت عن الوفاء بوعودها، فعليها أن تقدم استقالتها وتفسح المجال أمام وجوه جديدة ».
وأشار حميمو إلى أن « بعض الوزراء داخل الحكومة غير قادرين على تدبير القطاعات التي يشرفون عليها »، معتبرا أن « المرحلة تحتاج إلى كفاءات قادرة على تحقيق التغيير الحقيقي ».
من جانبها، قالت الطالبة الجامعية آية صبايح إن « الثقة في الحكومة تراجعت بشكل كامل »، مؤكدة أن « الشباب لم يعودوا ينتظرون منها أي حلول، بعد سنوات طويلة من الوعود غير المنجزة ».
واعتبرت صبايح أن استمرار الحكومة في إطلاق وعود جديدة رغم اقتراب نهاية ولايتها، « دليل على فشلها في تحقيق التغيير المنشود ».
أما الشابة ياسمين دليل، فأعربت عن خيبة أملها في حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود الحكومة، قائلة: « كنا ننتظر أن يصحح أخطاء الحكومات السابقة، خصوصا في قطاعي التعليم والصحة، لكن من 2021 إلى 2025 لم نر أي تغيير ملموس على أرض الواقع ».
وأضافت أن المغرب « ما زال يحتل المرتبة 137 عالميا في جودة التعليم، فيما لا تزال المنظومة الصحية تعاني رغم المبالغ الكبيرة التي تُصرف عليها ».
وطالبت دليل باستقالة الحكومة وتنظيم انتخابات جديدة، « تمنح فيها الفرصة للكفاءات الشابة القادرة على تحمل المسؤولية والتصرف بضمير ».
وضمن البرنامج الحواري ذاته، أقر الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، بأن الحكومة « لم تتمكن من تنزيل جميع المشاريع التي وعدت بها »، لكنه شدد على أنها حققت إنجازات مهمة، خصوصا في قطاع الصحة، معتبرا أن الإشكال يكمن في ضعف التواصل حول هذه المشاريع المنجزة وعدم إبرازها للرأي العام.
ومن جانبها، اعتبرت نجوى كوكوس، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أن « مطالبة الشباب باستقالة الحكومة في برنامج يبث على قناة عمومية يعد مؤشرا على نجاح المؤسسات والإعلام المغربي »، مشددة على أن حل المشاكل المطروحة على المستوى الاجتماعي والسياسي يتطلب « تعزيز دولة المؤسسات، وفصل السلط، وتقوية الديمقراطية التمثيلية عبر الأحزاب والنقابات والجمعيات ».
وأكدت كوكوس أن هذه المؤسسات مطالبة بتحديث آليات عملها والتقرب من فئة الشباب، مشيرة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة الذي تنتمي إليه أطلق مبادرة « جيل 2030″، التي تتضمن منصة إلكترونية لتلقي مقترحات الشباب، داعية الحكومة إلى اعتماد مبادرات مماثلة، وفتح قنوات تواصل رقمية مباشرة مع المواطنين.