أكد فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن تنظيم المملكة المغربية لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، يمثل مشروعا وطنيا شاملا يتجاوز البعد الرياضي، ويعكس الرؤية الاستراتيجية للمملكة في مسار التنمية الشاملة.
وأوضح لقجع، خلال اجتماع لجنة المالية بمجلس النواب، اليوم الخميس، لمناقشة مشروع قانون مالية 2026، أن تتويج المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بكأس العالم في الشيلي “ليس إنجازا عاديا”، مذكّراً بأن البطولة عرفت مشاركة 211 بلداً وتأهل 24 منتخباً إلى الأدوار النهائية، وأن يفوز المغرب باللقب يعني أن النموذج الكروي الوطني أصبح قادراً على مقارعة النماذج الأوربية والأمريكية والآسيوية.
وأشار إلى أن هذا التتويج لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل متواصل بدأ منذ سنة 2008 برسالة ملكية شكلت خارطة طريق للنهوض بالرياضة الوطنية، مضيفاً أن الملك محمد السادس دشن سنة 2009 أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أنجبت نجوماً من طينة نايف أكرد وأوناحي والتكناوتي، وصولاً إلى الجيل الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم في قطر.
وأكد أن الأكاديمية نفسها أنجبت سبعة أو ثمانية لاعبين شاركوا مع المنتخب المتوج بكأس العالم لأقل من 20 سنة، مشيراً إلى أن جيلاً آخر من خريجيها سيشارك في المونديال المقبل بقطر، وشدد لقجع على أن النجاحات التي تحققها كرة القدم الوطنية اليوم هي نتيجة عمل جماعي منظم ومستمر، ومؤكداً أن المسار الحالي سيمكن المغرب من أن يكون حاضراً باستمرار في المحافل العالمية”.
وتوقف عند الطفرة النوعية التي تعرفها الكرة النسوية، التي بلغت نهائي كأس إفريقيا وتأهلت إلى الدور الثاني من المونديال على حساب ألمانيا، رغم أن هذه الأخيرة بدأت تجربتها النسوية قبل خمسين سنة، وفي السياق ذاته، أبرز لقجع إنجاز المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، الذي بلغ ربع النهاية للمرة الثانية ويحتل حالياً الرتبة السادسة عالمياً.
وبخصوص تنظيم كأس العالم 2030، شدد رئيس الجامعة على أن المونديال ليس مجرد ملاعب ومقابلات، بل ورقة عمل استراتيجية تتشابك فيها كل مظاهر التنمية في البلاد، موضحا أن المغرب حاول استضافة المونديال ست مرات من قبل، لكن الإصرار على التنظيم يجسد انفتاح المملكة على العالم ورؤيتها المستقبلية.
وأضاف أن ملف الترشح يتضمن التزامات متعددة، من أبرزها القطاع الصحي، مذكراً بأن أي خلل في هذا المجال قد يحرم البلاد من التنظيم، وقال في هذا السياق، « بنينا ملعب مولاي عبد الله في أقل من سنتين، وكذلك المستشفى الجامعي القريب منه، والذي اقترب من النهاية، وكلا المشروعين تم بفضل كفاءات ومقاولات مغربية البالغ عددها 100 مقاولة، في إشارة إلى التلازم بين المشاريع الرياضية والتنموية.
أما من حيث الكلفة المالية، فأوضح لقجع أن تكلفة تنظيم المونديال تُقدر بـ3 مليارات و600 مليون درهم، منها أقل من مليار مخصصة لبناء الملاعب إلى حدود سنة 2030، مشيراً إلى أن تمويل هذه المشاريع سيتم على مدى عشرين سنة، ومؤكداً أن كلفة كراء الملاعب مستقبلاً ستفوق كلفة بنائها.
وأضاف الوزير المنتدب المكلف بالميزانية أن المشاريع المرتبطة بالمونديال، من مطارات وطرق وسكك حديدية، تمثل أوراشاً تنموية ضرورية حتى في غياب الحدث العالمي، مشدداً على أن المغرب يستغل هذا الموعد التاريخي كرافعة لتسريع وتيرة التنمية الشاملة في مختلف المجالات، من النقل والسياحة إلى الصحة وفرص الشغل.
وفي معرض حديثه عن العلاقة بين الجمهور والمنتخب الوطني، دعا لقجع إلى دعم اللاعبين بدل مقاطعة المباريات، قائلاً: “اللاعبون أبناؤنا، نصفهم من خريجي أكاديمية محمد السادس، والبقية من مناطق مختلفة مثل آيت بوكماز والقصر الكبير وغيرها. هؤلاء يمثلون كل شرائح المغرب ويستحقون التشجيع.
وأشار إلى أن الإقبال الكبير على تذاكر مباريات المنتخب في نهائيات كأس إفريقيا المقبلة يعكس عمق حب المغاربة لمنتخبهم الوطني، مؤكداً أن هذا الالتفاف الشعبي يجسد روح الانتماء والوحدة الوطنية.
 
                 
             
                                     
                                    