أشاد حزب الاستقلال بمضامين الخطاب الملكي السامي الذي أعقب قرار مجلس الأمن الدولي الصادر يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 بشأن الصحراء المغربية، معتبراً أن المرحلة المقبلة ستعرف تحولات استراتيجية كبرى لترسيخ الوحدة الترابية للمملكة في إطار مبادرة الحكم الذاتي.

وجاء في بلاغ صادر عن اللجنة التنفيذية للحزب، التي عقدت اجتماعها يومه السبت، أن الخطاب الملكي شكّل منعطفاً تاريخياً في مسار القضية الوطنية، لما تضمنه من توجيهات استراتيجية ترسخ الانتقال من منطق التدبير إلى منطق التغيير، وترسي أسس مرحلة جديدة في بناء مغرب الوحدة والكرامة والتنمية.

وأكدت اللجنة اعتزازها الكبير بالحكمة الملكية وبعد النظر الذي طبع الموقف المغربي، مشيدة بسياسة اليد الممدودة التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، واستعداده لاحتضان إخواننا في تندوف وتمتيعهم بكامل الحقوق والكرامة، في أفق بناء اتحاد مغاربي موحد ينعم بالحرية والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة.

كما هنأت اللجنة التنفيذية جلالة الملك والشعب المغربي على هذا “الفتح الدبلوماسي الكبير” الذي حققته المملكة بفضل رؤية جلالته، وما واكبها من عمل متواصل على المستويات السياسية والدبلوماسية والتنموية لأكثر من عقدين.

وفي السياق ذاته، ثمنت اللجنة عالياً قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الصحراء المغربية، والذي اعتبر مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل العملي والواقعي الوحيد لتسوية النزاع المفتعل، مؤكدة أن هذا القرار يجسد قناعة المجتمع الدولي بعدالة الموقف المغربي ودوره في دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وأشادت اللجنة بمواقف الدول الصديقة والشقيقة التي دعمت الموقف المغربي داخل مجلس الأمن، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا، إلى جانب الدول العربية والإفريقية التي أيدت المقترح المغربي كإطار واقعي للحل النهائي.

كما اعتبر البلاغ الذي اطلع عليه « اليوم 24 » أن الحكم الذاتي يشكّل انطلاقة لمرحلة جديدة من التنمية والوحدة الوطنية بفضل المشاريع المهيكلة الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، مثل ميناء الداخلة الأطلسي ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب والمبادرة الأطلسية، بما يجعل من الأقاليم الجنوبية قاطرة للنمو ومركزاً اقتصادياً واعداً يكرس العمق الإفريقي للمملكة.

وفي ختام بلاغها، جددت اللجنة التنفيذية تجند حزب الاستقلال وراء جلالة الملك، داعية إلى مواصلة التعبئة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة أي محاولة للتشويش على المسار التفاوضي أو تعطيل تنزيل الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.

ويأتي موقف حزب « الميزان  » في سياق اعتماد مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً بشأن الصحراء المغربية، جدد فيه ولاية بعثة “المينورسو” لمدة عام، مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تشكل الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع. وقد حظي القرار بتأييد 11 عضواً من أصل 15، دون أي اعتراض، ما اعتُبر انتصاراً دبلوماسياً جديداً للمملكة وترسيخاً للزخم الدولي الداعم لوحدتها الترابية، ودعا المجلس الأطراف إلى استئناف المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة على أساس هذا التصور » الواقعي ».