عيوش: «مومس» حقيقية ستمثل في فيلمي القادم

27 ديسمبر 2014 - 23:00

‭{‬ تعد لفيلم يتناول ظاهرة «الدعارة»، ولذلك التقيت بمائة مومس من عدة مدن مغربية، كيف كانت لقاءاتك بهن، وما هي الأسئلة التي كنت تطرحها عليهن؟

< أولا، لا يمكنني الجزم بأن عدد من التقيت بهن هو مائة، لربما كان العدد أكثر من ذلك، فقد التقيت بعدد كبير من النساء المشتغلات في هذا الميدان، وفي عدد من المدن المغربية. أما بالنسبة للأسئلة التي كنت أطرحها عليهن فتتعلق بمسار حياتهن، وما دفعهن للاشتغال في الدعارة، وكيف يشعرن إزاء ذلك، وحياتهن حاليا، وعلاقاتهن بعائلاتهن وبالمجتمع، كما سألتهن عن نظرتهن إلى الرجل.

‭{‬ ما هي الفكرة المشتركة التي استخلصتها من لقاء ذلك العدد الكبير من النساء المشتغلات في الدعارة؟

< في الحقيقة، كنت متأثرا ومتألما وأنا أستمع إلى شهادات أولئك النساء، وما اكتشفته وأنا أستمع إليهن أن هناك أشكالا مختلفة خاصة بالدعارة، وهذا ما كان يدفعني إلى الاستماع إلى مزيد من النساء في كل مرة، ولكن العامل المشترك بينهن يتجلى في الفقر الشديد الذي يعشنه على المستويين؛ الاجتماعي والاقتصادي، وشعور أغلب أولئك الفتيات بكونهن وحيدات، وبكون أسرهن قد تخلت عنهن، بالإضافة إلى شعور قوي بالذل والمهانة كونهن مستعدات للقيام بأي شيء من أجل بضع مئات من الدراهم.

‭{‬ ما هي المدن التي التقيت فيها بأولئك النساء؟ وما هي أعمارهن؟

< ذهبت إلى مدن: مراكش، وطنجة، والدار البيضاء، والرباط، ولكن قصة الفيلم تقع بين مدينتي أكادير ومراكش، وبالضبط مراكش. بالنسبة لأعمار النساء اللواتي التقيت بهن، فهي تتراوح بين 18 و29 سنة، ولكن هناك الكثير من القاصرات اللواتي يشتغلن في هذا الميدان إلا أنني لم ألتق بهن.

‭{‬ من بين عشرات القصص التي استمعت إليها، هل هناك قصة معينة أثرت فيك؟

< استمعت إلى  العديد من القصص وليس  قصة واحدة، فهناك تحديدا خمس قصص لفتيات أبكتني وأنا أستمع إلى رواياتهن، لدرجة أنني دخلت حالة من الحزن والبكاء ولم أعد قادرا على سماع بقية القصة، ولكن بما أنني ملتزم بالحفاظ على سرية هويات أولئك النساء فلا يمكنني الكشف عن التفاصيل، فالعلاقة بين الواقع والفيلم تبقى سرية، إلى جانب أن أولئك النساء وثقن بي، وتحدثن إلي بأريحية وكأنهن مع طبيب نفسي.

 والواقع أن عددا كبيرا منهن كشفن لي أنهن يتابعن علاجا مع أطباء نفسيين، وهو الأمر الذي فاجأني كثيرا، حيث كنت أظن أن هذا الأمر غربي وغريب عن المجتمع المغربي، ولكن نسبة كبيرة من المشتغلات في الدعارة يداومن على رؤية طبيب نفسي لمشاطرته أحزانهن وكل ما يؤرقهن. كما قلت تأثرت  بهذه القصص، ولكن لا يمكنني أن أكشف عن أي واحدة منها، لأنني لست بصدد إعداد وثائقي؛ وإنما أنا بصدد فيلم عن مسار أربع نساء دفعتهن الظروف إلى الاشتغال في ميدان الدعارة.

‭{‬ هل ألهمتك قصة أو أكثر من تلك القصص الحقيقية التي عملت على ضم بعض تفاصيلها لفيلمك؟

< بعض التفاصيل فقط، القليل من هنا والقليل من هناك، فيلمي يقوم على أحداث واقعية، لذلك قمت بضم بعض التفاصيل الحقيقية له، ولكن لن نجد في الفيلم قصة كاملة لواحدة من أولئك النساء.

‭{‬ ما اعتدناه في أفلامك أننا نرى أحيانا ضمن طاقم الممثلين شخصيات حقيقية، هل فكرت في ضم واحدة أو أكثر من أولئك النسوة لطاقم العمل؟

< طبعا فكرت، ولكن -كما سبق لي القول- إن العلاقة بين الفيلم والواقع ستبقى سرا، ولا يمكنني أن أقول أكثر في هذا الخصوص.

‭{‬ هذا يعني أن الفيلم ستكون فيه إحدى تلك النساء ولكن ستبقى هويتها مجهولة؟

< تماما.

‭{‬ هذا الفيلم لم يحصل على دعم المركز السينمائي المغربي، هل جرأة الموضوع هي التي حرمته من الدعم؟

< اللجنة لم تكشف لي عن سبب حرمان الفيلم من الدعم، ولكنني استغربت كثيرا لرفض دعم مشروع عمل تقدمت به مرتين؛ أنا لست مخرجا مبتدئا، أنا في هذا الميدان منذ أكثر من عشرين عاما، وأظن أنني أثبتت كفاءتي بأفلام نالت الإعجاب وحصلت على العديد من الجوائز، لذلك لم أفهم سبب حرمان هذا العمل من الدعم. كما ذكرت سالفا. إن اللجنة لم تكشف لي عن سبب رفض الدعم، ولكن استنتاجي الشخصي أن الموضوع هو السبب، وهذا مؤسف ومخيب جدا ! لأن الموضوع مهم، وأظن أنه باستثناء الصحافة لم يتم تناوله بالعمق اللازم. شخصيا، لم أتنازل عن الموضوع. بعد رفض دعمه قمت بمساعدة منتج آخر بتقديمه عبر وسائل مادية محدودة، ولكن بالكثير من الجدية والإرادة.

‭{‬ أين وصل مشروع الفيلم حاليا؟

< انتهيت من مرحلة التصوير. وحاليا، بدأت «المونطاج».

‭{‬ هناك مشروع فيلم آخر حصلت من خلاله على الدعم، ما هو موضوعه وأين وصل؟

< تماما، هو فيلم تحت عنوان: «غازيا»، وهو عن العالم العربي في المستقبل، وتحديدا بعد ثلاثين عاما.

‭{‬ غالبا ما تنعكس ازدواجية الهوية التي يتمتع بها بعض الفنانين على أعمالهم، أنت تنحدر من أب مسلم وأم يهودية، ألم تفكر في تقديم عمل يتحدث عن التعايش بين الديانتين اليهودية والمسلمة؟

< سبق لي تقديم عمل يحمل عنوان: «أرضي-ماي لاند»، وفي بدايته تطرقت لأصل عائلتي، ولكن بخصوص ما تبقى من القصة أعطيت الكلمة للفلسطينيين والإسرائيليين، أما أن أغوص في حميمية عائلتي وقصتنا صراحة لم أفكر في ذلك حتى الآن.

‭{‬ قد لا تكون قصة عائلتك ولكن بشكل عام. ألم تفكر في تقديم عمل يتناول العلاقة بين اليهود والمسلمين؟

< نعم، فكرت في ذلك سابقا. ولكن لم أكتب سيناريو بعد، ربما مستقبلا!

‭{‬ علاقة بالموضوع، ما رأيك في القانون الذي يجرم التطبيع مع إسرائيل؟

< لا أظن أنه ستتم المصادقة على هذا القانون. شخصيا، لدي موقف واضح بخصوص هذه القضية، أنا مع مقاطعة إسرائيل على المستوى الاقتصادي، وهذا أمر ضروري، خصوصا في هذه الفترة. ولكن من الناحية الثقافية والاجتماعية، فهذا صعب، لأن العديد من اليهود المغاربة في إسرائيل جذورهم في المغرب، ويرغبون على الدوام في صلة الرحم بالأرض وبالأهل. وقانون كهذا سيقطع ذلك الحبل الذي يربطهم بوطنهم الأصل.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

cha3bia منذ 7 سنوات

الزين كيحشم على زينو او الخايب... من بعد الزين اللي فيك كنا كنحسابو ما عمر داوود ما يعاود!

لبنى منذ 9 سنوات

لا ضرر في انتاج فيلم يتطرق لحياة ومعاناة هده الفئة لكن بالمقابل يجب ان يكون الهدف و الرسالة التي يتوخاها الفيلم الاصلاح و التوعية والدعوة الى التمسك بالدين والتزام العفاف لانه السبيل الاكيد لنجاح المجتمع وانقاد هده الفئة من الفتياة من الزيادة في الانغماس في هده الحياة لان النهاية دائما تكون بخسران الدين و الدنيا.هدا مع الدعوة الى تقديم نمادج تحدت وواجهت واقعها والتزمت فكانت نهايتها سعيدة ومرضية للمجتمع ولله تبارك وتعالى.وبهدا يكون الفيلم دو رسالة هادفة تتصف مشاهده بالحياء و العفاف.لا ان نقدم رسالة هادفة بوسائل وطريقة خادشة لحياء المشاهد المغربي ...فما الفائدة ادن.

ICHRAQ منذ 9 سنوات

tout a fais d'ccoord et j'aimerai voir le film au ciné

Anass منذ 9 سنوات

W3alaikom alsalam

oumaima منذ 9 سنوات

yas déja un film qui a traité la relation entre les musulmans et les juifs : Marock de leila lmerrakchi ms d'une mauvaise façon

مهاجر غيور منذ 9 سنوات

الغاية تبرر الوسيلة.هذا الفلم سوف يقربنا من حياة أفراد لانعرف عنهن شيء سوى أنهن يبعن أجسادهن الأسباب نجهلها ....والأهداف نجهلها كذلك

خالد منذ 9 سنوات

شعب منحل لا يفكر الا في الفساد والعهر..لا ينتج سوى الفسق والفتن..تفووو

leila منذ 9 سنوات

Tout à fait d'accord

leila منذ 9 سنوات

Tout à fait d'accord

Karim Deutschland منذ 9 سنوات

Enfin quelqu'un qui ose parler un texte clair et directe et surtout sans mensange et surtout dans notre Société conservative. Top and keep going

محمد منذ 9 سنوات

السلام عليكم لم أفهم لماذا ﻻ ينتجون أفﻻما دينية توضح للمسلمين مستقبلهم ومستقبل كل واحد منهم وتكون النتيجة إيجابية بحيث يكون البطل إلتزم بالشرائع الدينية لتأخذ العبرة منهم وشكراً.

marathon منذ 9 سنوات

la différence entre l'art et la réalité l'actrice joue le rôle de la pute au cinéma et la pute joue le rôle de l'actrice au bordel

التالي