حاورته نادية الهاني
{ كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الجيل الرابع للأنترنت الـ«4G». ما الفرق بينه وبين الـ«3G»؟
< الجيل الرابع من الأنترنت الـ«4G» عبارة عن إكسسوار أو تقنية توفر صبيبا عاليا لولوج خدمات الأنترنت عبر الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية. إذن، الصبيب العالي والسرعة في تحميل الفيديوهات هي الميزة الأهم لخدمة «4G» مقارنة بالخدمة الجاري بها العمل حاليا في المغرب «3G». وهناك مميزات أخرى، إذ من شأن هذه الخدمة الجديدة مساعدة الشركات على تطوير خدمات جديدة، خاصة الشركات التي تعمل في مجال التعليم أو التدريب عن بعد. وهي تشكل فرصة من أجل مساعدة المستهلك على اكتشاف خدمات جديدة، ولها إيجابيات اقتصادية بالنسبة إلى البلد، إذ من شأنها جلب مستثمرين جدد، لأن أول ما يبحث عنه أي مستثمر هو بنية المواصلات والاتصالات في البلد الذي يريد أن يستثمر فيه، فضلا عن خلقها فرص شغل جديدة، وإنعاش خزينة الدولة بما يناهز 2 مليار درهم.
{ هل كل مستعملي الهاتف بإمكانهم الاستفادة من الـ«4G»؟
< الجيل الرابع من الـ«4G» يشترط أمرين: أولا، على مزودي الخدمات نشر شبكات قادرة على تحمل هذه التكنولوجيا الجديدة، وهذا ما قامت به الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، التي أعطت حديثا الضوء الأخضر للفاعلين الثلاثة من أجل إنشاء ونشر هذه الشبكات. ثانيا، على المستهلك التوفر على هاتف ذكي يتحمل الأنترنت من الجيل الرابع.
{ ما هي المدة التي يتطلبها دخول هذه التقنية حيز التنفيذ؟
< تقول تقديرات المهنيين إن أول العروض التجارية لـ«4G» ستنطلق نهاية سنة 2015، وذلك مرده إلى المدة الزمنية التي يقتضيها وضع البنيات التحتية لشبكة «4G».
{ ما هي التحديات التي تواجهها الـ«4G»؟
< هي التحديات نفسها التي واجهها الجيل الثالث من الأنترنت، إذ لا يكفي ظهور أجيال جديدة من الأنترنت، بل المهم هو حماية المستهلك عبر توفير خدمات ذات جودة عالية تراعي تطلعاته وانتظاراته. وهنا يأتي دور الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات التي تتحمل المسؤولية عن حماية المستهلكين، من خلال فرض الرقابة على الفاعلين في مجال الاتصالات في السوق المغربي، ولهذا الغرض هناك مشروع قانون تم إعداده من طرف الوكالة في سنة 2014، من المرتقب أن تتم المصادقة عليه داخل البرلمان في دورة أبريل، وهو يوفر حماية للمستهلكين من جهة، ومن أخرى يمكن من منافسة أفضل في سوق الاتصالات. إذن، في ظل غياب المصادقة على هذا المشروع، تبقى قرارات الوكالة ضعيفة جدا ولا يتم تفعيلها، خصوصا من طرف المزود التاريخي. هناك عائق آخر هو تأخر تشارك البنيات التحتية بين الفاعلين الثلاثة في الاتصالات بالمغرب بسبب مماطلة المزود التاريخي.
{ هناك دول تجاوزت «4G» إلى استخدام «+4G»، ودول أخرى وضعت مختبرات للبحث بشأن «G5». لماذا تأخر المغرب في مواكبة التطور الحاصل في الشبكات والتكنولوجيات الجديدة العالمية؟
< صحيح أن المغرب متأخر في هذا الصدد، والسبب، كما قلت سابقا، هو عدم الامتثال لقرارات الوكالة الوطنية من طرف مزودي الخدمات. هناك مختبرات ومراكز بحث في إنجلترا وكوريا الجنوبية تعمل على شبكة الجيل الخامس، التي تمكن من تحميل 27 فيلما في الثانية الواحدة. لكن على العموم، فإن إطلاق عروض شبكة الجيل الرابع للأنترنت دليل على ظهور بوادر الانفراج بالمغرب.
* رشيد جنكاري: متخصص في الإعلام الجديد