مواجهة حامية بين "الجيوش" الإلكترونية للأحزاب المتنافسة

16 أغسطس 2015 - 06:00

>>>> الرباط أخبار اليوم

التصريحات والتصريحات المضادة بين الأحزاب السياسية المتنافسة لم تعد تقتصر فقط على المهرجانات الخطابية واللقاءات الصحافية أو حتى الجلسات البرلمانية، بل إن الأمر صار حاضرا بقوة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتولى مجموعة من الشباب عملية الرد على كل ما ينشر وقد يعتبر مسيئا للحزب الذي ينتمون إليه.

الصديق في العالم الافتراضي يختلف نسبيا عن الصديق في العالم الواقعي، خصوصا فيما يتعلق بالسياسيين، فعلى موقع «فيسبوك» مثلا، قد نجد عضوا في حزب العدالة والتنمية ضمن لائحة أصدقاء عضو في الأصالة والمعاصرة، أو حتى الاتحاد الاشتراكي، كما أن عضوا في التقدم والاشتراكية أو الحركة الشعبية قد يكون صديقا لمنتسب إلى حزب الاستقلال، في العالم الافتراضي فقط يمكن أن نجد صورة عضو في أحد أحزاب الأغلبية إلى جانب صورة عضو في أحد أحزاب المعارضة وبجانبهما كلمة «أصدقاء».

ورغم ذلك لا يتوانى هؤلاء «الأصدقاء» الافتراضيون عن التعبير عما يعكس توجهات أحزابهم، حتى وإن كان ذلك يعني الهجوم على الأحزاب الأخرى، ولكن خلافا لوسائل الاتصال الأخرى، ففي هذا العالم يمكن للطرف المعني بالانتقاد أن يدخل مباشرة على الخط ليرد على ما قيل في حق حزبه، أو في حق أحد أعضائه، وقد يتلقى بعد لحظات قليلة من ذلك تعقيبا على رده.

خلافا للبرلمان الذي ينتهي النقاش فيه في أحيان كثيرة بمشاداة وتلاسنات بين أحزاب المعارضة والأغلبية، فإنه، وفي أغلب الأحيان، لا تنتهي نقاشات العالم الافتراضي بأكثر من تدوينة قد يكتبها الطرف الآخر ليرد من خلالها على من انتقده أو انتقد حزبه، والمثير أنه وخلافا لما قد تنتهي إليه الخلافات العادية بين أصدقاء هذا العالم، كحذف الشخص من لائحة الأصدقاء، فإن الملاحظ بأن هؤلاء «الأصدقاء الأعداء» يُبقون على بعضهم البعض ضمن لوائح الأصدقاء، ما يعني استعدادهم لتقبل كل الانتقادات التي قد توجه لهم.

قصة زواج الشوباني وبنخلدون، قبلة بنكيران لكتف ملك السعودية، الصراع بين لشكر والمنشقين عن حزب الوردة…وغيرها الكثير من القضايا سبق أن كانت مواضيع تدوينات ساخنة وتعليقات قوية بين من كتبوا عنها من باب الهجوم، ومن ردوا عليها من باب الدفاع، وحتى الآن وفي انتظار الانتخابات الجماعية والجهوية المرتقبة شهر شتنبر المقبل، تستمر المواجهة الحامية بين «الجيوش» الإلكترونية للأحزاب المتنافسة، التي لا تقل عن المواجهة بين الأحزاب على أرض الواقع. 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي