أعلن أحدث تقرير حول مخاطر الكوارث المترابطة، صدر عن معهد جامعة الأمم المتحدة للبيئة والأمن البشري (UNU-EHS)، أن كوارث عديدة وقعت في العالم باتت تشترك في الأسباب الجذرية لوقوعها.
ووجد معدو التقرير، الذي صدر أول أمس الأربعاء، أيضا أن الحلول لمنعها أو إدارتها مرتبطة أيضا ارتباطا وثيقا.
وأوضحت زيتا سيبيسفاري، نائبة مدير معهد البيئة والأمن البشري والمعدة الرئيسية للتقرير، أن” الكوارث التي تحدث في أجزاء مختلفة تماما من العالم في البداية تظهر وكأنها منفصلة عن بعضها البعض”، مضيفة أنه عندما” تبدأ بتحليلها بمزيد من التفصيل، يتضح سريعا أنها ناتجة عن نفس الأشياء، فعلى سبيل المثال، انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو الاستهلاك غير المستدام”.
وأضافت، أنه من أجل ربط النقاط ببعضها البعض، سبر فريق البحث في تقرير مخاطر الكوارث المترابطة غور كل كارثة وحدد الدوافع التي سمحت بحدوثها في المقام الأول، مشيرة على سبيل المثال إلى أن إزالة الغابات تؤدي إلى تآكل التربة، والذي بدوره يجعل الأرض شديدة التعرض للمخاطر كالانهيارات الأرضية والجفاف والعواصف الرملية.
ويظهر التعمق أكثر أن دوافع الكوارث تتشكل من أسباب جذرية مشتركة أكثر منهجية بطبيعتها، كما يظهر من خلال النظم الاقتصادية والسياسية.
ولا يتوقف الترابط فقط عند الأسباب الجذرية والدوافع، ولكن أيضا مع من وما هو الأكثر عرضة للخطر؛ فلا تزال المجموعات المعرضة للخطر، في كل من المستوطنات البشرية والنظم الإيكولوجية الطبيعية، هي الأكثر تضررا من الكوارث.
من جهة أخرى، وجد التقرير أن الحلول لهذه الظواهر الطبيعية مترابطة أيضا، ما يعني أنه يمكن تطبيق نوع واحد من الحلول في عدة سياقات للحد من تأثير الكوارث في أجزاء مختلفة من العالم. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الحلول لمعالجة كارثة واحدة وتكون أقوى عند تطبيقها مع بعضها البعض.
فعلى سبيل المثال، يعتمد حل “ترك الطبيعة تقوم بعملها” على قوة الطبيعة لمنع المخاطر وتجنب الكوارث.
ويقول المعد الرئيسي للتقرير، جاك أوكونور، إنه “إذا لم نرغب في أن تصبح الكوارث التي نمر بها حاليا وضعا طبيعيا جديدا، فيجب علينا إدراك أنها مترابطة، هي وكذلك حلولها”.
وأضاف قائلا “لدينا الأنماط الصحيحة من الحلول لمنع المخاطر وإدارتها على نحو أفضل، لكننا بحاجة إلى الاستثمار بشكل عاجل في توسيع نطاقها وتطوير فهم أفضل لكيفية عملها مع بعضها البعض”.