بحلول 11 شتنبر تكون قد مرت 21 سنة على أربع هجمات إرهابية انتحارية شنها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، شكلت منعطفا في السياسة الخارجية الأمريكية، وغيرت وجه العالم.
الهجمات الإرهابية عام 2001 وقعت عندما سيطر خاطفون على طائرات تجارية واستخدامها كصواريخ، اصطدمت بمركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) فيما سقطت طائرة حقل في بنسلفانيا.
الهجمات تسببت في مصرع ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها بشن حرب على أفغانستان والعراق، فيما سمي “الحرب على الإرهاب”.
تنفق أمريكا على الجيش وحده ما يزيد عن 700 مليار دولار سنوياً، كما يبلغ عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها أكثر من 7 آلأف سلاح نووي، ولديها ما بين 150 – 200 ألف جندي منتشرين في جميع أنحاء العالم، عدا عن جواسيسها المدربين جيداً الذين يتربصون بأعدائها في أجزاء كثيرة حول العالم.
ما وقع في يوم 11 شتنبر هزّ كيان هذه القوة العظمى، حيث قاد بعد أقل من شهر على الهجمات الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي للقضاء على تنظيم “القاعدة”.
خرجت أمريكا من أفغانستان العام الماضي، تاركة طالبان تحكم البلاد، وهو أثار مخاوف وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، الذي حذر من وقوع هجوم إرهابي جديد على الولايات المتحدة، على غرار هجمات 11 سبتمبر 2001.
بومبيو في تصريحات مثيرة للجدل للبرنامج الإذاعي Cats Roundtable، في غشت الفائت أشار إلى أن الخروج الأمريكي “المخزي” من أفغانستان وعودة حركة طالبان إلى السيطرة الكاملة على البلاد، إضافة إلى غزو بوتين لأوكرانيا، كلها “ستشجع إرهابيين على الهجوم مرة أخرى على الولايات المتحدة”.
المسؤول الأمريكي السابق، أضاف بأنه من المرجح “أن نتعرض للهجوم، ومن المرجح أن تتعرض الولايات المتحدة للهجوم من أفغانستان اليوم أكثر مما كنا عليه قبل عام واحد فقط”.
تصريحات بومبيو تثير قلق الجانب الأمريكي، خاصة بعدما استهدفت طائرة أمريكية زعيم القاعدة أيمن الظواهري في عملية أشرف عليها جهاز الاستخبارات الأمريكية في العاصمة كابل، بإشراف من الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال “إن الظواهري مارس القتل والعنف ضد الأمريكيين”، مشيرا إلى أن “العدالة قد تحقّقت الآن”.
تصربحات بومبيو، حسب مراقبين تأتي في إطار احتمالات ترشحه لسباق الرئاسة الأميركي في عام 2024، حيث أوضح خلال حديثه الإذاعي بأنه سيتخذ قراره قريباً، ولمح إلى أنه لا يخشى من نفوذ ومنافسة الرئيس ترمب، وقال “إذا اعتقدت أنه يجب أن أصبح رئيساً، وأن لدي شيئاً أقدمه للشعب الأميركي، فسوف أخوض السباق، بغض النظر عمن يقرر الدخول ومن يقرر عدم المشاركة في السباق”.